النطيحة والمتردية وما أكل السبع.. كيف تنتقي الإمارات رجالاتها في اليمن ولماذا؟ (الحلقة الثانية)

29 يونيو 2019
النطيحة والمتردية وما أكل السبع.. كيف تنتقي الإمارات رجالاتها في اليمن ولماذا؟ (الحلقة الثانية)

في الحلقة الأولى من هذه السلسلة التي تتناول السياسية الإماراتية في اختيار وانتقاء أدواتها في اليمن، تطرقنا للحديث عن عيدروس الزبيدي، قائد الجناح السياسي لمشروع الهيمنة والاحتلال الإماراتي “الانتقالي”، واليوم نستأنف الحديث عن بقية الأدوات.

وقبل الخوض في تناول الشخصيات المنتقاة “إماراتياً” لابد من التوقف ملياً عند هذا التساؤل: لماذا تم اختيار هؤلاء دون غيرهم؟ وما الذي يمكن أن يقدموه للمشروع الإماراتي؟ أم أن الاختيار كان لا يخضع لمعايير معينة بقدر ما خضع للعرض والطلب والتوصية، خاصة وأن هناك كثيرون قدموا ما يمكن أن يقدم من فروض الطاعة والولاء طمعاً في كسب ود القيادة الإماراتية لتنصيبهم أمراء حرب لمليشيات مسلحة.

في هذا الصدد يقول الكاتب والمحلل السياسي مروان الغفوري: خلال رحلة بحثها عن “سماسرة” في اليمن، عثرت الإمارات على شخصيات فقيرة للغاية من الناحية العقلية بالإضافة الى انعدام القيمة الوطنية بداخلهم. لكن لماذا هم تحديداً؟ كان بمقدورها أن تجند شخصيات لها ثقلها وبمقدورها ملء الصورة لكنها فعلت العكس.

مضيفاً: الإمارات دولة تعرف جيداً ماذا تريد من اليمن. فهي، على سبيل المثال، لن تجند قائداً عسكرياً لتمرير مشاريعها الاستراتيجية. ربما تكتفي باستخدامه في الأطر المحدودة، ولوقت معين. فمثل هؤلاء ليسو اختياراً جيداً للدول الاستعمارية، حتى وإن عرضوا خدماتهم، فهم عند لحظة معينة [قد] يربكون الترتيبات.

يتابع القول: هي تريد استخدام أولئك الذين بلا ملامح، بلا خيال، ولا تاريخ. الناس الذين لا يسألون عن الأشياء التي وراء الأكمة، ولا يعرفون كلمة ” لا ” أو “لماذا”. باختصار هي تريد “عبيداً” يؤمرون فيطيعون.

ولو ارتفعنا قليلاً عن الأرض ورأينا المنطقة العربية بشكل أوسع، لوجدنا أن هذا الطرح صائب بدرجة كبيرة، فحفتر على سبيل المثال، وهو جنرال ليبي متقاعد اختارته الإمارات ليقود مشروعها في ذلك البلد الغني بالنفط وبالصراعات، لا مؤهلات لديه ولا مزايا، ولا حتى تاريخ عسكري مشرف، ولا يعدو كونه أحد البيادق في فريق “البلهاء”.

وعلى المثل يبرز الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، والذي يكفي أن تشاهد دقيقة واحدة له وهو يتحدث لتعلم حجم الكارثة التي أصابت مصر.

وعملية البحث عن وكيل فاعل أخذت وقتاً، والإماراتيون أصلاً – وبحسب تقرير غربي نشر قبل أشهر – كانوا لا يزالون يتخبطون من الحيرة، لولا نصيحة شيخ سلفي ” لم يسمه التقرير” للقيادة الإماراتية بأن السبيل الأمثل للسيطرة على البلد تكون عبر إضعاف الشرعية قدر الإمكان، باعتبارها آخر حصون الدولة والنظام والقانون.

  • شلال شائع (الفندم بيرم)

هو العميد شلال علي شايع هادي من مواليد 1969م قرية الجليلة محافظة الضالع. وتم تعيينه كمدير لأمن محافظة عدن في ديسمبر 2015م.

يصفه الناشطون في اليمن بـ “الفندم بيرم” وهي شخصية كوميدية لمدير أمن يتصف بالغباء الشديد والسذاجة المفرطة، وكانت تعرض على شاشات التلفزيون.

ولعل الوصف بالغ الدلالة فشلال كما تقول عنه التقارير الصحفية يعد أفشل مدير أمن على مر تاريخ عدن. والواقع يقول أن الرجل الذي وقعت في عهدته مختلف الجرائم (سياسية – جنائية – إرهابية) لا يعرف عن جهازه أنه تمكن من إحباط مخطط واحد أو اعتقال أية خلية إرهابية.

أما معدل الجريمة في ظل قيادته للأمن فقد وصل الى مستويات قياسية مرتفعة، هذا فضلاً عن إقدام الإرهابيين على تصوير جرائمهم أثناء تنفيذها، دون تقديم أي منهم للعدالة.

ويصف الصحفي محمد الجرادي أداء الرجل بالقول: لا تظلموا شلال فهو لا يجيد سوى شيئين: الرقص وتعليق صور بن زايد على صدره. من ظلمه حقاً هو من وضعه في هذا المنصب الحساس بالرغم من كونه “معتوهاً” لا أقل ولا أكثر.

وقد يكون شلال أكثر من نال سخرية من قبل عموم اليمنيين، من بين جميع الشخصيات التي انتقتها الإمارات ووضعتها في موضع المسئولية.

كما أنه صاحب التصريح الشهير الذي قال فيه أن جهازه استطاع إحباط ما صوفه بأنه “أكبر مخطط إرهابي في الشرق الأوسط والعالم”

غير أن الرجل الذي لا يزال –وللغرابة- ممسكاً بزمام الأمن في عدن توجه إليه أصابع الاتهام بتسهيل عمليات الاغتيال التي استهدفت العشرات من المشائخ رجال الدين في عدن، وتهريب من يتم إلقاء القبض عليه بجهود ذاتية من الأهالي.

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق