بحاح.. مسمار الإمارات المغروس في جسد اليمن (الحلقة 2)

13 مايو 2019
بحاح.. مسمار الإمارات المغروس في جسد اليمن (الحلقة 2)

نواصل في “عدن نيوز” سلسلتنا الاستقصائية حول شخصية رئيس الوزراء نائب رئيس الجمهورية الأسبق خالد بحاح، حيث ذكرنا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة بدايات الصعود لهذه الشخصية الغامضة التي وصلت لأعلى المناصب الحكومية ونالت الثقة الكاملة لرئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي.

يمكنكم الاطلاع على الحلقة الأولى من (هنا)..

بعد انقلاب الحوثيين المشؤوم على السلطة في صنعاء يوم 21 سبتمبر 2014م تم فرض إقامة جبرية بحق الرئيس هادي، والذي تمكن لاحقاً، وتحديداً في فبراير 2015م من خداع الحوثيين والإفلات من قبضتهم والوصول الى العاصمة المؤقتة عدن.

شكل وصول الرئيس هادي عدن حدثاً مدوياً وصدمة مريعة للحوثيين، كونهم قد اطمأنوا الى تواجده تحت قبضتهم، حيث مارسوا خلال تلك الفترة ضغوطات هائلة عليه لتوقيع عشرات من القرارات الجمهورية التي تعطي تواجدهم وانقلابهم مشروعية، ومن أشهرها إصرارهم عليه لتعيين صالح الصماد، قتل لاحقاً في ابريل 2018م، كنائب لهادي.

وأثناء فترة احتجاز هادي في صنعاء ادعت جماعة الحوثي أنها تفرض إقامة جبرية على بحاح، كاستمرار لسياسة تضليل الرأي العام، وإزاحة الشبهات عنه كأحد الأضلاع التي تورطت في انقلاب الحوثيين.

وبما أن “حبل الكذب قصير”، فبمجرد تمكن هادي من كسر القيود المفروضة عليه في صنعاء، وبدئه مشروع المقاومة الوطنية ضد الانقلاب من قلب العاصمة المؤقتة عدن، شعرت جماعة الحوثي بأن دور العميل السري “بحاح” لم ينتهي، حيث أعلنت بعد أقل من شهر على خروج هادي فك الإقامة الجبرية عنه.

تلك كانت أولى المؤشرات بضلوع بحاح في علاقة خفية مع الحوثيين وصالح، فكيف لجماعة تتسم بالتشبث بأسراها السياسيين الى أقصى درجة – كالقيادي الإصلاحي محمد قحطان الذي يقبع في السجن للعام الخامس – أن تخلي سبيل رئيس الحكومة التوافقية في اليمن بكل سهولة، مع علمها أنه سيعود الى عدن ليقود الحكومة التوافقية من هناك وسيكمل مع الرئيس هادي أضلاع السلطة التوافقية التي تشكلت بموجب المبادرة الخليجية الموقعة في 2012م.

وبالرغم من هذا الخطأ الساذج الذي ارتكبته الجماعة الحوثية ظل كثير من اليمنيين مخدوعين ببحاح، فالرجل اعتاد الإدلاء بتصريحات مضللة بغرض كسب وتأييد التعاطف الشعبي  معه.

كانت المكلا وجهة بحاح الأولى بعد صنعاء، استقر فيها لثلاثة أيام، ثم غادرها الى الولايات المتحدة الامريكية في 24 مارس 2015م، بعد أسبوع من رفع الحوثيين الإقامة الجبرية عنه، وقبل يومين فقط من انطلاق عمليات عاصفة الحزم العسكرية بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن.

وأثناء فترة تواجد بحاح في المكلا أثيرت تساؤلات عن أسباب عدم تحرك بحاح صوب العاصمة المؤقتة عدن للالتحاق بالرئيس هادي، لكن الغارات الحوثية التي استهدفت مقر إقامة الرئيس هادي في قصر معاشيق منذ 19 مارس 2015 واستمرت لأيام دفعت عدداً من المراقبين للشأن اليمني الى اتهام بحاح بأنه على علم بأن الحوثيين سيستهدفون الرئيس بالطيران الحربي، وبأنه ونتيجة لذلك فضل السلامة والبقاء في المكلا حتى ينقشع غبار تلك الغارات.

ظل الطيران الحوثي يعكر صفو الأجواء الفرائحية في عدن جراء قدوم الرئيس هادي اليها ونفذ آخر غاراته يوم 25 مارس 2015م، قبل ساعات فقط من انطلاق العاصفة، ففي فجر 26 مارس حلقت مقاتلات التحالف العربي في صنعاء وعدد من المدن التي تقع ضمن سطوة الحوثيين، وشنت سلسلة غارات مركزة استطاعت تدمير كافة المقاتلات الحربية والقواعد الجوية للحوثيين، وهي واحدة من أكبر الخسائر التي تعرض لها الحوثيون منذ بدء الصراع.

ومع اندلاع الحرب دخلت اليمن منعطفاً جديداً، ومعها تغيرت قناعات بحاح بشكل دراماتيكي، فالرجل في نهاية المطاف يتميز بفكره “الميكافيلي”، إذ يستطيع التحرك مع تيار المصالح، فإن انعكس هذا التيار انعكست معه مواقف الرجل السياسية وعلاقاته محلياً أو إقليمياً، وكذا طموحاته السياسية.

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق