تعز.. نظام صحي منهار وامراض واوبئة تفتك بالمواطنين “تقرير”

28 يونيو 2017
تعز.. نظام صحي منهار وامراض واوبئة تفتك بالمواطنين “تقرير”

عدن نيوز – تعز – متابعات

شهد النظام الصحي في كل محافظات الجمهورية اليمنية انهيارا كاملا منذ ان شنت مليشيا المخلوع علي صالح وجماعة الحوثي الانقلابية حربها وانقلابها على شرعية الدولة والسيطرة على كافة مؤسساتها في مطلع العام 2015م
وتأثرت محافظة تعز اكثر من غيرها من المحافظات بسبب عنف المواجهات التي تدور فيها وعمليات القصف المدفعي الذي تستهدف به المليشيا الانقلابية الاحياء السكنية اضافة الى حالة الحصار المطبق علة المدينة وريفها
.
دمرت حروب الانقلابيين كثير من البنى التحتية الصحية في المدينة، في الوقت الذي تمنع فيه المليشيا دخول أي مواد طبية الى المدينة، فكانت نتيجة ذلك تفشي كثير من الامراض والاوبئة، تزامنت مع نقص حاد علاجات الاوبئة او تلك الامراض المزمنة
.
امراض تعاود الظهور

تسبب الانهيار الكامل للنظام الصحي في محافظة تعز بعودة ظهور كثير من الامراض التي كانت تتواجد بصورة نادرة مثل شلل الأطفال والحصبة والتيفوئيد والسل الى جانب الاوبئة التي انتشرت مؤخرا كحمى الضنك والكوليرا وغيرها
.
في الوقت ذاته ارتفع معدل الاصابة الجديدة بأمراض القلب مثل ارتفاع التوتر الشرياني واحتشاء القلب والذبحة الصدرية والاصابة بمرض السكر
.
يأتي هذا في ظل حصار خانق على مدينة تعز من قبل المليشيا تمنع معه دخول المساعدات الطبية الى المدينة رغم المناشدات المتكررة والضغط على المليشيا من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمحلية
.
يقول الطبيب نبيل عبدالله الاسدي لـ« سبتمبر نت »: منذ عامين ونصف جراء حصار المليشيا الانقلابية لمدينة تعز ومنعها لدخول لقاحات الاطفال بدأت هناك اعراض تظهر على عدد من الاطفال لمرض الشلل والحصبة بالإضافة لمرض السل
.
نقص في الادوية والكادر

ويضيف الاسدي: ان ما زاد الامر سوءا هو نقص الأدوية والمستلزمات واللقاحات، وخروج المئات من الأطباء من تعز، حيث ان نسبة العجز في الكوادر الطبية كبيرة جداً من اطباء وصحيين وفنيين وقابلات توليد وأطباء التخدير ومن أجل تعويض النقص الموجود، دربت بعض المستشفيات عدد من طلاب كلية الطب لتخفيف المعاناة الحاصلة في مدينة تعز
.
وقال: شكل طلاب كلية الطب رافداً كبيراً في القطاع الطبي في مدينة تعز ويقومون بمهمة كبيرة في مشافينا مع كثرة إصابات الحرب وتزايدها بشكل يومي
.
واوضح أن مهمة قسم التخدير “هي تعويض النقص الحاصل في أعداد فنيي التخدير، والذي حدث مع بداية الحرب نتيجة هجرة الكثير من الكوادر وعوض النقص بتدريب عدد من طلاب الطب ليعملوا كمساعد تخدير “فني تخدير”، مؤكدا ان النقص في الكادر والمعدات الطبية اثر بشكل كبير على المرضى

وحول نقص الدعم وموقف المجتمع الدولي يقول الاسدي “نحن لا ننتظر من المجتمع الدولي أي شيء حيث اقتصر دوره على الشجب والاستنكار فقط ومشاهدة المآسي التي نعيشها بشكل يومي في تعز وغيرها من مناطق البلاد
”.
اضطرابات نفسية

ولم تقتصر الحرب على إيقاع القتلى وإعاقة الآلاف، والتسبّب في تفشي الأمراض المعدية؛ إذ يعاني آلاف اليمنين اليوم من اضطراباتٍ نفسيةٍ متعدّدة
.
ويكشف أطباء في تعز عن “متلازمة الألم العضليّ المتفشيّ” كأولى التداعيات النفسية السائدة بين المواطنين الذين عايشوا ظروف الحرب القاسية
.
ويعاني مرضى هذه المتلازمة من آلامٍ مفصلية (عضلية-عظمية)، وإعياءٍ وتعبٍ شديدٍ، يترافق مع اضطراباتٍ في النوم، ما يؤثر على حياتهم المهنية والاجتماعية والعائلية، ويرميهم في متاهة البحث عن السبب، وتحرّي وجود عللٍ جسديةٍ أخرى، ليقضوا مدّةً طويلةً يتنقّلون بين طبيبٍ وآخر، ويجرون عشرات التحاليل والفحوصات، بلا جدوى
.
ويؤكد الدكتور محمد الاديمي، اختصاصي الأمراض العظمية، أن نسب الإصابة بآلامٍ المفصلية في تعز “تضاعفت بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين
”.
ويوضح الاديمي أن جميع المرضى هم ممن تضرّروا نفسياً لأسبابٍ متعدّدة، فهناك من أصيبوا بالهلع إثر مشاهدتهم انفجاراً أو أجساداً بشريةً متأذية، فيما عددٌ من المرضى تعرّضوا لضغطٍ نفسيٍّ ناجمٍ عن الحذر والخوف طويلي الأمد، أو الجوع والتهجير، أو فقدان أحد الأحبة
.
تزايد مرضى القلب

وسبب تدني مستوى الرعاية الطبية بمدينة تعز ازدياد نسب الإصابات الجديدة بأمراض القلب كارتفاع التوتر الشرياني واحتشاء القلب والذبحة الصدرية، وارتفاع الضغط، فكثيرين وفق ما ذكرته مصادر طبية اصيبوا بالاحتشاء أو الذبحة بشكل مفاجئ
.
يأتي هذا في وقت يعاني فيه ملايين اليمنيين تدهورا في معيشتهم حيث يعجز الكثير من المرضي عن شراء الادوية في حال توفرها فشكل كل هذا تزايدا كبيرا في الحالات المرضية المهددة للحياة التي تصل الى أقسام الإسعاف في المشافي
.
تقول ذكرى المخلافي وهي طبيبة لـ« سبتمبر نت » «لا نخاف على المرضى من أذية رصاصة أو شظية فحسب، فهناك الكثير من الأمراض الخطيرة التي بدأنا نلمس تزايدها بشكل كبير جداً منذ اكثر من عامين واخطرها هي أمراض القلب كارتفاع التوتر الشرياني الذي يتأثر بشدة بحالة الضغط النفسي، وحالات احتشاء عضلة القلب والذبحة الصدرية المميتة التي تتأثر بحالة الضغط النفسي وغياب الدواء،

وتضيف المخلافي «هناك أيضا الكثير من الأمراض المعدية التي تزايدت حالاتها نتيجة انخفاض مستوى النظافة الوقائية كالليشمانيا والأمراض الجلدية والفطريات
».
واكدت ان الرعاية الطبية تعد العامل الأهم في حماية المريض من الوصول إلى الدرجة الحرجة التي تسبب الدخول إلى المشفى، والمشكلة الحقيقية عند مرضانا الذين يعانون اليوم من الأمراض المزمنة هي إهمال المرض
.

  • المصدر سبتمبر نت
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق