الشيخ حمود المخلافي في كلمة بمناسبة ذكرى 11 فبراير: الأمم المتحدة تلعب ادورا مشبوهة في اليمن

11 فبراير 2019
الشيخ حمود المخلافي في كلمة بمناسبة ذكرى 11 فبراير: الأمم المتحدة تلعب ادورا مشبوهة في اليمن

وجه الشيخ حمود سعيد المخلافي، رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة تعز، كلمة بمناسبة حلول الذكرى الثامنة لثورة 11 فبراير.

ووصف المخلافي في كلمته ما تقوم به الامم المتحدة في اليمن بـ “الدور الباهت وخيبة الأمل من كل الأدوار للأمم المتحدة و التي أصبحت تلعب ادورا مشبوهة”.

وجاء في نص الكلمة ما يلي :

يا أبناء تعز الكرام ويا كل أبناء الوطن
يا أبناء المقاومة الشعبية و ابطال الجيش الوطني في جبهات العزة والكرامة .
ياشباب الحادي عشر من فبراير المجيد .
يا كل جرحانا الكرام .

نحييكم بالذكرى الثامنة لثورة 11 من فبراير المجيدة التي تعد شرارة التغيير الوطني ورمزا وطنيا ويوما خالدا في تاريخ الوطن وذاكرة الأجيال .

نود أن نذكركم أن ثورة فبراير اندلعت بإرادة شعبية خالصة بعد أن هيمن الفساد وزادت معايير الظلم وانحرفت البلاد نحو الفشل ووصولا إلى انسداد الأفق وكل الطرق للتغيير الديمقراطي والاحتيال على مستقبل وطن وارتهانه للمشروع العائلي الذي ينظوي تحته مشروع طائفي إمامي كان ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على كل ثورات اليمنيين ونضالاتهم الاسطورية في سبتمبر واكتوبر ونوفمبر والعبور فوق تضحياتهم وجعل الوطن اقطاعية تحكمه عقول طامعة واصنام عقيمة عن التغيير المطلوب والمستقبل المنشود.

إننا نحتفل بهذه الذكرى الوطنية التي صارت عنوانا للحرية والكرامة والإرادة الصلبة التي صمدت في الساحات لكل ابناء الوطن وقاومت بثورة سلمية حضارية تاريخية الانحراف بالوطن نحو التوريث والاحتكار وتجسد حاليا في بذل الأرواح والدماء رخيصة والصمود في متارس الشرف والكرامة في كل شبر من ارض الوطن الغالي ضد المشروع الأمامي المتجدد والقادم من أدغال التخلف والهمجية والخرافات التي عفى عليها الزمن .

وبالتالي علينا أن نتذكر الأرواح الشابة التي واجهت صلف الحاكم ورصاص زبانيته بصدورهم واثبتوا للعالم أن الشعب لا يهزم ولاينكسر اذا كانت الاحلام والأهداف مشروعه ولا تصطدم بتاريخ الوطن النضالي في الماضي والحاضر والمستقبل .

تحية لكل الشباب وكل الإرادات الصلبة التي أثبتت أن الشعب ورغم كل الظروف الصعبة لايستكين للظلم ولا يمكن أن يرضخ لأعداء التغيير ويمكنه في السلم والحرب أن ينتصر
وأن يواجه الاستبداد الفردي والطائفي ويحقق النصر المبين .
نقول لكل الذين يقفزون فوق الواقع ويتجاوزون كل المعطيات ويحملون هذه الثورة أوزارهم بأن هذه الثورة السلمية كانت انتفاضة شعبية سلمية بعد أن وصلت كل المكونات والقوى الوطنية إلى طريق مسدود وغرق الوطن في مستنقع الفساد والتخلف ولم يكن أمام أبناء الشعب إلا الخروج في انتفاضة شبابية سلمية تنشد الحياة الكريمة والمستقبل الأفضل ؛ قبل أن يتضح للجميع أن رفض التغيير السلمي كان ورائه خطط جاهزة ونوايا مبيتة لفرض مشاريع طائفية استغلت الفساد للنخر في جسد هذا الوطن وتغلغلت بعمالتها إلى النخاع واستطاعت بناء كل إمكانياتها بانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على أحلام وطموحات كل أبناء الوطن بكرامة العيش بعيدا عن الامتهان والركوع في بلاط الحكام والإمامة المتخلفة.

نؤكد لكم أيها الشباب في تعز الحالمة وكل ربوع البلاد إن مايجري هو استمرار لمخاض التغيير وأن كل الدماء التي غسلت تراب الوطن في تعز وفي كل شبر من أرض الوطن ستثمر كل الأحلام والطموحات في بناء الوطن بالتوافق والتعايش الاجتماعي وبالتالي فإننا مستمرون في النضال والتضحية للدفاع عن تعز ومستمرون في العمل من أجل استكمال التحرير وتحقيق النصر المؤزر بمشيئة الله .

إننا بهذه المناسبة نؤكد أننا مستمرون في مساندة كل الجهود الخيرة والداعمة لاستكمال التحرير في تعز وتثبيت الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة المعيشية للمواطنين مقدرين الأوضاع التي مرت وتمر بها محافظة تعز نتيجة الحرب الحاقدة والحصار الظالم ولكننا في المقابل نعتز بالبطولات الأسطورية التي تجسد بإمكانيات ذاتية على جبال تعز ووديانها وسهولها وهضابها ولا يمكن أن تذهب أدراج الرياح لأنها تشكل المسار الصحيح والإرادة الشعبية التي تترجم المستقبل المنشود .

ونؤكد أننا سنظل ننحت في الصخر لإنقاذ الجرحى وتخفيف جراحاتهم والتغلب على اعاقاتهم حتى الشفاء بإذن الله وإرادته تعالى.

ياأبناء تعز إن عجلة التحرير لن تتوقف مهما كان الخذلان وآمالنا كبيرة بأن تشهد الأيام القادمة انتعاش روح المقاومة الشعبية الجسورة التي رسمت تاريخا ناصعا بحروف من ذهب على جدار التاريخ وقلوب كل أبناء الشعب الذين وجدوا في المقاومة الشعبية الخيار الحقيقي للتعامل مع تقلبات المليشيات ونكثها للعهود والمواثيق وكل مسارات السلام والتعايش الوطني .

إننا في هذه اللحظة التاريخية نرفض كل سبل المهادنة والخذلان لتعز ولن نرضخ ابدا لكل الأدوار الباهتة والنوايا الشريرة التي تلمز البطولات والتضحيات لأبناء تعز وتحاول استثمار اللحظة لتبديل جلودها والطعن في عزيمتكم وإراداتكم وسيصب التاريخ لعاناته لكل من أدار ظهره لمعاناة تعز خلال الأعوام الماضية ولم يلتفت ابدا لمعاناتها وانينها بل ويقتات من جراحاتها .

نريد القول إننا ندرك الدور الباهت وخيبة الأمل من كل الأدوار للأمم المتحدة و التي أصبحت تلعب ادورا مشبوهة ابتداء بغض الطرف عن حصار تعز ومعاناة ابنائها ووقوفها عقيمة عن الاستجابة لتلك المعاناة وابتكار الوسائل والطرق لانقاذها مثلما تعمل حاليا في مهماتها لانقاذ المليشيات من حافة الهاوية وخير دليل من مايحدث حاليا من مهزلة تطال حتى الإرادة الدولية وفرقها التي صارت تكتوي بخروقات المليشيات وعبثها وانحرافها عن طريق السلام ؛ لأنها كما نقول ذلك مرارا وتكرارا بأن هذه المليشيات الطائفية لاتعرف غير لغة القوة وأن المقاومة الشعبية كسرت شوكة هذه المليشيات وأذاقاتها الويل بعد تداعت للانقضاض على تعز المدينة التي طالمت حلمت بالمدنية وترفع راية السلام والتعايش ؛ وليس هناك من رادع الا الحسم والقضاء على هذه المليشيات وخصوصا بعد ان تأكلت الارض من تحت اقدامهم وحاصرتهم الهزائم من كل اتجاه وصولا الى عقر دارهم وكهوفهم ومخابئهم في مران .

إننا نؤكد أن هذه المليشيات تقترب من الرمق الأخير لولا الجهود الأممية الحثيثة في الوقف عائقا أمام استئصال الجيش الوطني الضارب لهذه المليشيات في تعز ونهم وصرواح والجوف وخير دليل ما يحدث في الحديدة من تحدي للإرادة الدولية التي تتجاهل الاعتراف بالفشل ونسف كل جهود السلام مهما تبدلت الأدوار وتناوب المبعوثين الامميين فإن هذه المليشيات لن ترضخ للسلم ووقف إراقة الدماء لانها دمية تحركها العمائم السوداء للمشروع الإيراني الفوضوي في المنطقة وليس في أيدي هذه المليشيات قرار السلام أو الحرب.
ولذلك لابد من امتلاك القرار والاتجاه نحو الحسم العسكري الناجز لتطهير الوطن من دنس المليشيات وابعاده عن الإطماع المتعددة والأدوار المتبادلة لفرض الوصاية والتلاعب بمستقبل الأجيال وجعلها ورقة رابحة في بورصة الانتهازية الدولية التي تعمل بمعايير مزدوجة وسافرة.

نعيد القول : إن هذه الثورة انتهجت الخيار الصحيح في إسقاط الفساد والظلم و شكلت شرارة الإرادة الشعبية في وجه الاستبداد والتوريث والحكم العائلي المغلف بالفساد والفشل وتنامت في ظله كل المشاريع التدميرية والتأمرية والانحراف بالوطن نحو الهاوية والعبرة بالنتائج التي أثبتت بكل وضوح طباع الغدر والتنكيل بالحليف قبل العدو ولن تتوقف نضالات الشباب وتضحياتهم حتى تدمير الكهوف والقضاء على الكهنة ورفع راية الوطن خفاقة في جبال مران وكل جبال اليمن الشامخة .

ستظل ثورة 11 من فبراير تمضي بعزيمة وإصرار شعبي على التصحيح والنضال والانتصار الوطني لكل الوطن مهما تكالبت الظروف والإطماع واستمرت وتيرة الخذلان ولابد من الشجاعة والإمساك بزمام الأمور واستكمال تخليص الوطن من هذه الشرذمة بالتعاون ورص الصفوف وعدم الالتفات للوراء والتخلي عن الحسابات الضيقة والانقسامات والعمل بروح الوطن الذي حلم به الشهداء ويئن له الجرحى.

الرحمة والخلود لشهداء الوطن
والشفاء للجرحى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ حمود سعيد المخلافي
رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة تعز

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق