أي البلدان العربية ستكون ساحة لمعركتيهما.. الازمة الامريكية الايرانية تتصاعد

8 مايو 2019
أي البلدان العربية ستكون ساحة لمعركتيهما.. الازمة الامريكية الايرانية تتصاعد

مع تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، يبدو احتمال المواجهة المباشرة قليلاً، بينما الأرجح أن تكون أحد البلدان العربية ساحة للصراع الأمريكي الإيراني.

وتفاقمت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران مؤخراً بسبب تهديد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون المفاجئ وغير المُفسَّر باستخدام «القوة الصارمة» ضد طهران.

لكنَّ تأثيره لا يقتصر على هذين البلدين، فالعداوة المتبادلة بينهما تتسرب مثل السُّمِّ القاتل خلال أوردة منطقة غير مستقرة بالفعل، شهدت مستوياتٍ عالية من التوترات الخطرة في الأيام الأخيرة، حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

لم يذكر بولتون أي سببٍ واضح لقراره إعلان نشر تعزيزاتٍ عسكرية بترتيب مُسبَق في الشرق الأوسط، لكنَّه خصَّ إيران، وعلى وجه التحديد حلفاء إيران من الجماعات غير الحكومية وميليشياتها بالوكالة، بأسبابٍ تدعو إلى القلق.

إذ تنخرط هذه الجماعات بعُمقٍ في العديد من مناطق الصراع، بما في ذلك سوريا والعراق واليمن وقطاع غزة، حيث اندلع قتالٌ مع القوات الإسرائيلية مجدداً الأسبوع الماضي.

وقال بولتون: «الولايات المتحدة لا تسعى إلى دخول حرب مع النظام الإيراني، لكننا على استعدادٍ تام للرد على أي هجوم، سواء بالوكالة، أو عن طريق قوات الحرس الثوري الإسلامي أو القوات الإيرانية النظامية».

ومن جانبه كرَّر مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي والمنُاصر كذلك لاستخدام القوة ضد إيران، ذلك التحذير، موجِّهاً اتهاماً غامضاً إلى إيران بالقيام بـ «تصرُّفاتٍ تصعيدية».

وقال: «إذا حدثت هذه التصرُّفات، وإذا قام بها بعض وكلاء الطرف الثالث، أو الميليشيات مثل حزب الله، فسوف نُحمِّل القيادة الإيرانية المسؤولية المباشرة»، مما يوحي ضمناً بأنَّ الولايات المتحدة تلقَّت معلومات استخبارية حول مؤامراتٍ مفترضة.

هل تكون البلدان العربية ساحة للصراع الأمريكي الإيراني؟ التصعيد الأول في فلسطين

ولا شكَّ أنَّ هذا التوسيع الصريح لنطاق الأهداف الأمريكية المحتملة المرتبطة بإيران يُعَد خطوةً ذات دلالة مُعيِّنة.

إذ أفادت تقارير بأنَّ حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين -وهي جماعة أدرجتها الدول الغربية ضمن التنظيمات الإرهابية وتتلقَّى تمويلاً من إيران وحزب الله اللبناني- انضمَّت إلى حماس في إطلاق صواريخ على إسرائيل من قطاع غزة في نهاية الأسبوع الماضي.

وقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى حركة الجهاد الإسلامي بالاسم، في تغريدةٍ أعرب فيها عن «دعمه التام لإسرائيل».

وربما يشعر بولتون وبومبيو بالقلق من أنَّ إيران تستخدم غزة، أو تخطط لشنِّ عملية أخرى لإثارة العنف ضد إسرائيل والولايات المتحدة عن بُعد، عبر وكلائها، رداً على تشديد العقوبات الأمريكية عليها مؤخراً، وغيرها من الإجراءات الأمريكية المعادية.

ويُمكن أن تقدم سوريا مفتاحاً آخر لفك لغز ذلك التهديد المفاجئ، إذ اختارت واشنطن إلقاء لومٍ أكبر على إيران مما ألقته على روسيا في استمرار الصراع هناك. وجديرٌ بالذكر أنَّ الحرس الثوري الإيراني يُقيم قواعد عسكرية هناك، ويدعم قوات الميليشيات الشيعية الموالية لنظام بشار الأسد المدعوم من موسكو.

ووفقاً لبعض العاملين في مجال الإغاثة، فقد شهدت الأيام الأخيرة العديدَ من الغارات الجوية التي شنِّها النظام وقصفه المستشفيات بالبراميل المتفجرة، مما أسفر عن ارتفاع أعداد القتلى المدنيين وتشريد السكان في شمال شرقي حماة وإدلب.

وصحيحٌ أنَّه لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه هي بداية محاولة الأسد المُنتظرة منذ فترةٍ طويلة لاستعادة إدلب، التي تعد آخر منطقة رئيسية واقعة تحت سيطرة المُعارضة، لكنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفض استبعاد تلك الاحتمالية في تصريحٍ أدلى به الأسبوع الماضي.

 

وتجدر الإشارة إلى أنَّ أي هجوم جديد قد يتضمَّن مشاركة قواتٍ برية بقيادة إيران، وأنَّ ترامب -المتردد دائماً في انتقاد بوتين- يعتبر العنف في سوريا سبباً آخر لملاحقة إيران.

وفي العراق، يُثير وجود القوات الأمريكية المتبقية جدلاً متزايداً. إذ أوضح بعض الساسة الشيعة الحاكمون الذين تربطهم صلات وثيقة بطهران ويمثلون رأي أغلبية الشعب، أنهم لا يريدون أن تُستخدَم العراق قاعدةً أمريكية ضد إيران. وفي سياق الفشل المستمر، ما زال حزب الله اللبناني المُسلَّح بشدة، وحليف إيران المُخلِص، قوياً، بالرغم من محاولات واشنطن عزله وفرض عقوباتٍ عليه.

وكذلك لا يمكن لترامب ومستشاريه الاعتماد على الحلفاء التقليديين في مساعي فرض تغيير النظام في إيران. إذ تواصل الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا، التمسُّك بالاتفاق النووي الذي أُبرِمَ في عام 2015 مع طهران بموافقة الأمم المتحدة، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في العام الماضي 2018، بينما تصر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على أنَّ إيران تمتثل لشروط الاتفاق.

ويبدو أيضاً أنَّ «الضغط الأقصى» الذي ينتهجه ترامب يُسفر عن تأثيراتٍ سلبية على أصعدة أخرى. فمن المتوقع أن تتجاهل الصين وتركيا والهند مطالب الولايات المتحدة بوقف شراء النفط الإيراني، على الرغم من الموعد النهائي الذي حددته واشنطن في الأول من الشهر الجاري مايو/أيار. إذ طلبت الصين من الولايات المتحدة الشهر الماضي ألَّا تتدخل في «تعاونها» القانوني والشرعي مع إيران.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق