المعارضة الايرانية.. النشأة والتطور

24 سبتمبر 2018
المعارضة الايرانية.. النشأة والتطور

سحب هجوم الأحواز المعارضة الإيرانية من القاع لتطفو على السطح مجدداً، بعد غياب متذبذب وسط أوضاع سياسية واقتصادية متوترة على الصعيدين الداخلي والخارجي للدولة التي تمد أذرعها في مختلف أماكن الشرق الأوسط.

فعلى الرغم من تبني أكثر من حركة معارِضة للهجوم، فإن طهران تُصرّ على أن واشنطن و”تل أبيب” ودولتين خليجيتين ألمحت إليها دون تسميتهما صراحة، تقف كلّها وراء الهجوم الذي أودى بحياة 29 شخصاً.

كيف بدأت المعارضة الإيرانية؟

ويمكن القول إن المعارضة الحديثة بدأت بعد عامين ونصف العام من الثورة الإيرانية 1979، التي نجحت في إسقاط “نظام الشاه”، وذلك بعد ظهور خلافات بينها وبين نظام الحكم الإيراني الجديد، وصلت حد صراع محتدم لا يزال مستمراً حتى الآن.

وبعد الثورة، اختلفت الرؤى بين “الإمام الخميني” وأتباعه من جهة، ومن جهة أخرى قيادات المعارضة التي عبرت عن تخوفاتها من جمع السلطة الدينية والتنفيذية في يد رجل واحد، وأكدت أن ذلك يمثل خطراً كبيراً على مستقبل إيران.

ولم يبدُ في الأفق أي تقارب بين الطرفين، حيث كانت المنظمة تطالب بتفادي التمييز بين المواطنين على أسس الدين أو الطائفة، وتدعو بالمقابل إلى التركيز على حل المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتخبط فيها البلاد.

وبينما كان نظام الخميني يرى في منظمة “مجاهدي خلق” التي تمثل رأس الهرم المعارض، خطراً يجب التخلص منه، بدأت المعارضة السلمية تأخذ طابعاً مسلّحاً وذلك مطلع الثمانينيات.

أبرز حركات المعارضة

–  “مجاهدي خلق”

أكبر حركة معارضة إيرانية وأنشطها تأسست عام 1965 على أيدي مثقفي إيران من الأكاديميين بهدف إسقاط نظام الشاه، أيام “الثورة الدستورية”، وعليه أدّت دوراً كبيراً في نجاح الثورة الإيرانية 1979.

استمرت المنظمة في تمثيل دور المعارضة السلمية منذ ذلك العام وحتى 1980، حيث تحوّلت إلى صراع بالسلاح دفع النظام الإيراني إلى إعدام عشرات الآلاف من أعضاء “مجاهدي خلق” والمنتمين إليها.

وفي ذلك الوقت، دعمت المنظمة الرئيس الإيراني الأسبق بني صدر في مواجهة المؤسسة الدينية، وبدأت تُسيّر مظاهرات ضد نظام الخميني، لكنها ووجهت بضربات قاسية.

وهذا دفع بالمعارضة المسلحة إلى البحث عن برنامج لائتلاف سياسي يكون بديلاً عن نظام الخميني شارك فيه رئيس الجمهورية وقتها بعد إطاحة الخميني به، وتولى مسعود رجوي رئاسته، تحت اسم “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”.

بني صدر ورجوي وجدا نفسيهما بعد ذلك في المنفى بفرنسا، ولحقت بهم “مجاهدي خلق” بعد اشتباكات دامية مع الحكومة، قتل واعتقل خلالها الكثير من عناصرها.

ومنذ 1986 تحول العراق إلى معقل عسكري رئيسي للمنظمة وكوادرها في المنفى بعد الحرب الإيرانية العراقية، وكان منطلقاً لهجماتها ضد أهداف داخل إيران سواء كانت منشآت أو أشخاصاً من رؤوس النظام.

– المجلس الوطني للمقاومة

وبالعودة إلى هذا الجسم المعارض، فهو ائتلاف واسع شامل وأصل تتجزأ منه منظمة “مجاهدي خلق”، ويعطيه المعارضون صفة “البرلمان الإيراني في المنفى”.

فبعد شهر من الإعدامات الجماعية للمعارضين، أعلن رجوي تأسيس “المجلس الوطني للمقاومة” لتنضوي تحته كل القوى الديمقراطية المعارضة لنظام ولاية الفقيه، بهدف إسقاط النظام وتحقيق الديمقراطية في البلاد.

عشرة أيام فقط كانت بين هذه الخطوة ورحيل رجوي إلى باريس، وأصبح مقر إقامته في “اوفيرسوراواز” شمالي العاصمة الفرنسية محط اهتمام ومراجعة المراسلين والمسؤولين السياسيين الفرنسيين ومسؤولين لدول أخرى.

وبعد سنوات من إدراج المنظمة والمجالس والأحزاب التابعة لها على لائحة المنظمات الإرهابية في أوروبا، تراجع الاتحاد الأوروبي عام 2008 عن قراره، وأكد أنها منظمة شعبية مطلبية، ونفى ضلوعها بأي نشاطات إرهابية.

ومن أبرز إنجازات المنظمة الكشف عن البرنامج النووي الإيراني عام 2002، فكان البرنامج قبل ذلك سريً، وأصبحت المناقشات حول البرنامج النووي واحدة من التحديات الكبرى للنظام أمام الرأي العام الدولي.

– حزب الأمة “ملّت إيران”

وهو حزب سياسي ينادي بالديمقراطية العلمانية وفصل الدين عن الدولة، تأسس على يد “داريوش فروهر” عام 1951، الذي استمر زعيماً له حتى مقتله الغامض في 1998.

الحزب محظور رسمياً حالياً في إيران، ويتعرض أعضاؤه باستمرار لمضايقات، ويتم سجنهم في كثير من الأحيان، كما أن منزل فروهر، الذي أصبح نقطة محورية لأعضاء الحزب منذ رحيله، أصبح يخضع للمراقبة.

وعلى الرغم من اشتراكهما في أسس سياسية متقاربة، يختلف الحزب إلى حد كبير عن الحزب القومي الإيراني (بان ايرانيست) الذي شارك في تأسيسه محسن بزشكبور.

وعمل الحزب انطلاقاً من مؤسسة أهلية، وكان نشطاً أثناء الثورة الإيرانية وخلال الفترة التي تلتها مباشرةً، لكن بعد أن آلت السلطة إلى الخميني، تم حظره كغيره من الأحزاب القومية.

–  حزب “توده”

منذ تأسيسه على يد “بندرأنزلي” عام 1920، عُرف بالحزب الشيوعي الإيراني، وأصبح فيما بعد تحت قيادة “حيدر عمو أوغلي”، غير أنه اعتُبر غير قانوني سنة 1933، ثم تحول إلى اسم “توده” الموجود عليه حتى اليوم.

ومن مبادئه: “تحقيق آمال وطموحات الشعب الإيراني، مثل تعزيز حرية الإرادة السياسية الإيرانية، وخروجها عن السيطرة الأجنبية، وقيام نظام يحترم التعددية وإرادة الشعب”.

ويمارس الحزب المعارض للنظام عمله حالياً في الخارج، نظراً للقمع الذي يتعرض له في الداخل، كما غيره من الأحزاب المُعارضة الإيرانية.

– “حركة النضال العربي لتحرير الأحواز”

تعتبر الحركة التي تبنت الهجوم الأخير على العرض العسكري، من أقوى المنظمات المناهضة للنظام الإيراني في الأحواز، وتأسست عام 1999 من قبل مجموعة من عرب الأحواز المقيمين في أوروبا.

وتهدف الحركة إلى إنشاء دولة عربية في الأحواز، وبدأت نشاطها المسلح ضد إيران في يونيو من عام 2005، وتتهم حكومة طهران بأنها تقوم بعمليات تهجير قسري لسكان الأحواز العرب، كما صنفتها إيران “جماعة إرهابية”.

ونفذت الحركة العديد من العمليات العسكرية كان أبرزها في نوفمبر عام 2013، حيث فجرت منشآت نفطية في مدينة “الخلفية” جنوب شرق الأحواز.

والعام الماضي قامت الحركة بتفجير خطي أنابيب نفط في جنوبي إيران، وأعلن حينها رئيس الحركة أحمد مولى مسؤوليته عن الهجوم رداً على “التطاولات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق