النفور الجيني من السكريات يحصن الجسم من السمنة والسكري

22 أغسطس 2018
النفور الجيني من السكريات يحصن الجسم من السمنة والسكري

قال علماء أميركيون، إن الأفراد الذين يعانون من تشوه جيني نادر يسمى «إيسنتشال فركتوزوريا»، يفتقدون الإنزيم الأولي اللازم للتمثيل الغذائي لسكر الفركتوز. ويوجد سكر الفركتوز طبيعياً في العسل والفواكه والخضراوات.

– نفور من السكريات
وقال الباحثون في جامعة دنيفر الأميركية، إنهم لم يعثروا على أي عواقب صحية ضارة لفقدان هذا الإنزيم، ووجدوا فقط حالة من النفور إلى المواد الحلوة. بل ويبدو أن هذا الفقدان يقدم فوائد مهمة لأن أخطار السمنة أو مرض السكري من النوع الثاني لا تهدد المصابين به. ويتم توارث هذا العيب الجيني لدى واحد من 130 ألف شخص، أي نحو 8 في المليون!

ويقول ريتشارد جونسون الباحث في الجامعة «عندما اتصلت بالأشخاص المصابين بهذا العيب لم أجد أياً منهم مصاباً بالسكري من النوع الثاني». وتتوجه فرق الأبحاث العلمية وشركات صناعة الأدوية لدراسة هذا العيب الجيني بهدف إيجاد وسائل للحد من السمنة والسكري.

إلا أن من الصعوبة العثور على المصابين، خصوصاً أن غالبيتهم يتمتعون بصحة جيدة ولا يلجأون إلى الأطباء، بحيث إن «فايزر» إحدى كبريات شركات الأدوية لم تستطع «اصطياد» مصاب واحد بهذا العيب الجيني. إلا أن الشركة طورت مع ذلك عقاراً مصمماً على أساس العيب الجيني، مخصصاً لعلاج الكبد الدهني غير الكحولي.

وقال موري برنباوم، نائب رئيس «فايزر» المشرف على الأبحاث الداخلية للشركة في نيويورك في حديث نقلته «واشنطن بوست»، «إننا نأمل في درء حدوث حالة مقاومة الجسم للأنسولين ودرء السمنة».

ولا يتمكن الجسم البشري فرز الكثير من الفركتوز؛ لذا فإنه يتناوله من الأطعمة والأشربة الحلوة. ويرتبط تناول كميات كبيرة من الفركتوز بحدوث أمراض في الكبد منها حالات الكبد الدهني، وكذلك مرض السكري. ويقوم الجسم بالتمثيل الغذائي للفركتوز بواسطة إنزيم الفركتوز المسمى «فروكتوكينايز».

ويؤدي منع عمل هذا الإنزيم إلى تقليل خطر ظهور هذه الأمراض. وقد اكتشف الباحث جونسون من جامعة دنيفر، أن الفئران التي منع فيها عمل هذا الأنزيم انحسرت لديها الدهون وقلّ الوزن كما قلّ لديها مستوى الغلوكوز والأنسولين في مقارنة بأقرانها التي تناولت طعاماً غنياً بالفركتوز.

ويقول خبراء «فايزر»، إن المرحلة الثانية من تجاربهم على عقار لعلاج الكبد الدهني قد انتهت حديثاً، وإنهم يعتقدون أن العقار سينجح أيضاً في علاج الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الفركتوز، وذلك رغم عدم علمهم بمقدار الدهون التي تتراكم في الكبد بسبب تناول الفركتوز.

– بكتيريا الأمعاء

على صعيد آخر، قال باحثون في بريتيش كولومبيا، إنهم نجحوا في توظيف بكتيريا الأمعاء لتحويل فصيلتي الدم «إيه» و«بي» إلى فصيلة «أو» الكريمة بفاعلية أكبر بمحو 30 مرة من فاعلية الوسائل المدروسة، وهو ما سيوفر المزيد من احتياجات التبرع بالدم.
وتجدر الإشارة إلى أن الصليب الأحمر أصدر نداء استغاثة للتبرع بالدم في الساحل الشرقي للولايات المتحدة، خصوصاً من فصيلة «أو». وقدم الباحثون تقريراً عن أبحاثهم أمس أمام المؤتمر الـ256 للجمعية الكيميائية الأميركية.

وقال ستيفان وذرز، المشرف على البحث «لقد كنا مهتمين خصوصاً بالإنزيمات التي تسمح لنا بإزالة مولد المضاد (إيه) ومولد المضاد (بي) من خلايا الدم، وإن نجحنا في التخلص من هذه الأشياء التي هي سكريات بسيطة فسيكون بمقدورنا تحويل الدم من فصيلتي (إيه) و(بي) إلى (أو)».

وأخذ العلماء في استخلاص الحمض النووي من أعداد كبيرة متنوعة من بكتيريا الأمعاء للبحث عن الجينات التي تولد إنزيمات تسهّل عمليات إزالة مولدات المضادات «ايه» و«بي». ويأمل العلماء في اختبار عدد من الإنزيمات في تجارب إكلينيكية في مركز أبحاث الدم في الجامعة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق