عدن تخسر المفلحي

17 نوفمبر 2017
عدن تخسر المفلحي
امجد خليفة
امجد خليفة

بقلم - امجد خليفة

تعد الإستقالة التي قدمها محافظ #العاصمة_عدن الدكتور عبدالعزيز #المفلحي، لرئيس الجمهورية عبد ربه منصور #هادي، خسارة كبيرة وصدمة بالغة الذهول بالنسبة لعدن وأبناءها، فقد استطاع الرجل وخلال فترة وجيزة برغم المعوقات والعراقيل الجمة من أن يمخر بسفينة #عدن نحو الطريق الصحيح وتعديل بوصلتها تجاه المسار السليم، والجميع علق الآمال والأمنيات برجل تظهر على ملامحه أنه ذات كفاءة وقدرة عالية يستطيع من خلالها إدارة عدن وسلطتها المحلية والتنفيذية بإقتدار، وأن يجعل من العاصمة عدن مدينة بحق وحقيق ويعيد لعدن مجدها التليد الذي أصبح ضربا من الماضي ونتغنى بالأيام التي خلت ولم نعيش فترتها فقط بسماعنا على طيب عيشتها من الذين سبقونا، فكنا على أثر عودة تلك الأيام بقدوم شخص كالمفلحي فيبدو عليه أنه (رجل دولة) بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

فعلا استبشرنا خيرا بالدكتور المفلحي محافظا للعاصمة عدن ومنذ الوهلة الأولى التي أعلن فيها أنه سيقود دفة عدن وخصوصا من خلال كلمته الأولى التي ألقاها في لقاءه الأول بالسلطة المحلية والتنفيذية لعدن في نزوله الأول للعاصمة عدن كمحافظ لها، “فالكتاب يبان من عنوانه”، وعنوان المفلحي الذي سطره لعدن في أولى خطواته جعلنا نتفاءل به فهو يحمل في طياته الكثير والكثير من الجدية والإرادة في تحويل عدن إلى أفضل مما هي عليه، وظهر ذلك جليا في أشهره التي قاد بها زمام الحكم في عدن.

قد تكون تداعيات استقالته التي قدمها للرئيس هادي من وجهة نظره كفيلة بالخطوة التي أقدم عليها، فعدن كانت تأمل بالمحافظ أن يقاوم تلك التجاوزات التي يراها، بشكل آخر ويصححها بطريقة أخرى، لا من خلال تقديم الإستقالة التي سببت صدمة كبيرة للشارع العدني، خصوصا وأن عدن عانت وتعاني الويلات من المتخاذلين والمتربصين بها، وعشم أبناء عدن المتوسمين خيرا بك أن تتحمل خضم تلك المشكلات وتسير رفقتهم لإعادة البسمة مرة أخرى إلى ثغرها البائس.

لن أخوض في خلاف دولة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد #بن_دغر، ومحافظ عدن الدكتور عبدالعزيز المفلحي، ولم أحبذ أن يطفو على السطح، وكان يكفي إطلاع رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بحيثياته، وأثق جيدا بأن الرئيس هادي كفيل وقادر على وأد الخلاف، وإعادة المياه للجريان بينهما البين، ولأن لكل واحد منهما لديه مبرره وتفنيده الخاص به، وكلاهما ثقة لدينا لأنهما يمثلان الشرعية للبلاد.

حصل ما لم نكن نريده وقدم المفلحي إستقالته، ولا يمكن إرجاع الزمن إلى الوراء، وما نستطيع تحقيقه وأن نطالب به وبالإمكان حدوثه، هو عدم قبول الرئيس هادي الإستقالة وأن يرفضها، وإعادة المفلحي مرة أخرى على رأس السلطة المحلية للعاصمة عدن، وأن يتم إجراء لقاء على وجه السرعة بين هادي وبن دغر والمفلحي، وتصفية الخلافات بينهما والعودة للعمل مجددا معا، فكلاهما يكمل الآخر وهما سندا لبعضهما، ويمثلان سويا الشرعية ويحملان مشروع الأقاليم لليمن الفيدرالي الجديد.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق