الدولة.. بين أعدائها ودعاتها!!

27 مارس 2019
الدولة.. بين أعدائها ودعاتها!!
نجيل المظفر
نجيل المظفر

بقلم - نجيل المظفر

الحرص على شيطنة المعتدل والدفاع عن المتطرف نهج أعداء الدول وإن حاولوا أن يبرروا تصرفاتهم تلك بأنهم يريدون دولة، فالذين يريدون دولة يسعون جاهدين لتقليص مساحة التطرف، لا لزيادتها بطريقة الشيطنة للمعتدل ظنا منهم أنهم بشيطنتهم له سيفقدونه السيطرة على اتزانه ليلتحق بركب التطرف والمتطرفين، وهذا ما بدت عليه بعض القوى السياسية بتعز والتي صيرت من نفسها رافعة للمتطرفين ومظلة واقية لهم، ليس هذا فحسب بل سعت وتسعى جاهدة لتحويل قوى سياسية آمنت بالعمل السياسي البعيد عن التطرف والعنف لقوى متطرفة لتزيد بها مساحة الدمار والهدم، وتوسع وتعمق بها شروخ النسيخ الاجتماعي، بدلا من سعيها لتضييق تلك الشروخ وإنهائها حتى يتعافى المجتمع.

تصرفات تلك القوى السياسية بهذه الطريقة تنم عن القبول الهزيل لها في المجتمع، وأنها صارت من الإفلاس بمكان لدرجة أنها صارت تؤمن بأنها لن تفرض نفسها على المجتمع إلا بأن تقيم نفسها على أنقاض من شيطنتهم من من آمنوا بالعمل السياسي.

إلى ذلك فإن مواقف تلك القوى المشيطنة للمعتدل والراعية للمتطرف تعبر عن زيف دعوات التعايش والقبول بالأخر وظرورة أن تنتهج كل القوى المجتمعية لمسار العمل السياسي للتعبير عما تريد، والذي ظلت تنادي بها تلك القوى زورا وبهتانا، وترفعها كلافتات للمزايدة والكسب السياسي لا أكثر.

فيا معشر من آمن بالوطن، وتشرب بثقافة الدولة تمسكوا بقيم المواطنة التي ترفض أن تتحول فيه القوى السياسية لفقاسات تنتج وترعى وتحمى وتقف مع عصابات متطرفة تمتهن القتل والتخريب، وتُستعمل كأدوات للتشرذم والتفتيت، بغية تحقيق مكاسب سياسية بطريقة المتاجرة والمزايدة بالقضايا الوطنية الكبرى.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق