الفخ المنصوب للإصلاح، والذي كان حدسا، أصبح واضحا.

28 أبريل 2018
الفخ المنصوب للإصلاح، والذي كان حدسا، أصبح واضحا.
عبدالقادر الجنيد
عبدالقادر الجنيد

بقلم - عبدالقادر الجنيد

كان “الوضع الأخلاقي الأعلى” للإصلاح، في البداية هو الأعلى، مقابل الأحزاب الأخرى وأبو العباس.

التفوق الأخلاقي لحزب الإصلاح، اهتز بالعوامل التالية، حتى لو “أنكر” الإصلاح أنه له علاقة بها أو تخصُّه:

• “الغزوانيون” والمفصعون ومقتل الشميري صاحب البقالة وما شابههم، ونهب البيوت والإستيلاء على بيوت النازحين والإبتزازات والإتاوات وكل مظاهر الإنفلات الأمني في المربعات المحسوبة عليهم أو أضعف الإيمان بالقادة المرتبطين بهم.

• صورة القادة العسكريين في مخيلة الناس والترقيم والمناصب وما شابهها وشابها من أشياء.

• حنق كل القوى المبعثرة على ما ظهر وبدا- ظلما أو حقيقة- على أنه استحواذ الإصلاح على المشهد في تعز.

تجمعوا بعد أن كانوا متنافرين، وزعقوا وصاحوا، واستهان بهم الإصلاح.

ولكن هكذا هي طبيعة الأشياء وما تبدأ إلا بنفور وصياح.
وما انهار عرش عفاش، إلا باستهانته عندما ابتدأ الناس بالنفور والصياح.

• ظهر حزب الإصلاح- ظلما أو حقيقة- بعدم قدرته على التكيف أو التعامل مع الآخرين
وكان دائما يلقي باللوم عليهم.

ولكن هذا هو لب المسألة، المهارة والحذق هي أن تكسب من هو نافر منك، وليس من هو قريب منك.

• إنكار قيادات الإصلاح، أن الحزب له أي علاقة ببعض الأسماء من كتاب أو ناشطين، التي كانت دائما مرتبطة بإسم الإصلاح.

وحتى تبرأ من الإسم الذي حاز على جائزة نوبل، وكانت فخرا للإصلاح يتباهى به وبأنه مدرسة تخرج منها من قدم لليمن أيقونة.

التخلص والتبرؤ من “نافخي الصفارة” – الذين يحذرون من السوء داخل أي مؤسسة أو في حزب ما- لا يترك صورة محببة في مخيلة الناس.

• “غمغمات” و “همهمات” قيادات حزب الإصلاح، بمنشورات فيسبوكية، لم تكن مثيرة للإعجاب.

وحِدَّة وضعف حجة ناشطي الإصلاح في الوسائط الإجتماعية، لم تساعد أيضا حزب الإصلاح أيضا للإحتفاظ بتفوقه الأخلاقي.

الآخرون- الناصريون، والإشتراكيون، والمؤتمريون،..- أيضا نزقون ويشتطون وحتى يتسافهون ويسقطون، ولكن لم يكن معهم تفوقا أعلى ليفقدوه.
وقياداتهم تخطئ الخطأ تلو الخطأ، ولكن لم يكن معهم شيئا ليفقدوه.

• منح نائب الرئيس مرتبة الشهادة للرئيس السابق.
وما حصل نائب الرئيس على منصبه ومكانته بالشرعية إلا لتمرده وحربه على الرئيس السابق.

هذا وحده جعل كل شيئ يبدو وكأن المسألة كلها كانت ضحكا على الدقون.
و”برمات” ودسائس داخل الأسرة وداخل القبيلة، وأنه قد حان الوقت لأن يعود كل شيئ- بعد “استشهاد” عفاش- إلى سابق عهده.

لم يكن من الممكن أن يحتفظ النائب بمكاسب وهيبة في موقع ما ، وفي نفس الوقت يحتفظ بصورته في مخيلة الناس ومكاسبه في مواقع أخرى متناقضة.

وخسر الإصلاح بعض تفوقه وبعض صورته في مخيلة الناس، حتى لو “أنكر” بأن له علاقة بعلي محسن.

• وكانت مكانة النائب عند الناس تتهاوى من قبل بسبب كرمه وإغداقه بالمناصب والألوية للقبيلة ولأعوان ولأسرة عفاش.

• وكانت مكانة النائب تتهاوى من قبل من وضع تعز المحاصرة والمقصوفة والمقنوصة وجبهات طفي/لصي، بينما هو صاحب أعلى مكانةومقام عسكري لكل البلاد، وهو من عين قادة الألوية في تعز، وأهمهم كان يعرفهم من أيام الفرقة ومن أيام زمان.

وكان لا بد من أن يرحل شيئ من الفشل في تعز لحساب ورصيد نائب الرئيس ولحزب الإصلاح.

• وكانت جبهات طفي/لصي في نهم وصرواح وميدي، قد فعلت ما فعلت بنائب الرئيس.

• نحن لا ننكر أن التحالف يشعر بالبرود تجاه حزب الإصلاح، وأن التحالف يريد بل ويعمل على أن يضع حزب الإصلاح في أبرد ثلاجة.

ولكن هذا وبكل أسف لا يُترجم إلى تعاطف تلقائي عند الناس مع حزب الإصلاح.
بكل أسف حتى يترجم إلى شماتة في بعض الأوساط وحتى في صفوف الناس، بسبب الأشياء والأحداث المرتبطة بإسم الإصلاح والنفور المتراكم.

• أن يحقق أبو العباس، مكاسب داخل تعز على حساب حزب الإصلاح، يجب أن يدق أكبر أجراس الخطر في أوساط وقواعد وقيادات حزب الإصلاح.
أبو العباس، المصنف دوليا وإقليميا في قائمة الإرهاب، يحقق مكاسب ميدانية ومعنوية على حزب الإصلاح، ولا يمكن أن يكون هذا كله بسبب تخلي وخيانة الآخرين.

الآخرون، أصلا ليس معهم قوة.
والآخرون، أصلا يمقتون أبا العباس الذي لا يقبل أن يظهر في الصور، أكثر مما يمقتون حزب الإصلاح.

• ولا يكفي أن تقول بأنك على “حق”، ليعترف لك الناس بالحق.

ولا يكفي أن تقول بأنك إنما تسير تحت راية “الجيش الوطني” و “الدوله” و “الشرعية”، فها هو بيان المحافظ- الممثل الرسمي للشرعية والدولة نسف هذا الإدعاء بالحصريةفي تمثيل الشرعية في حرب شوارع تعز اليوم في سطر واحد. المحافظ أضفى الشرعية وأعاد تأهيل أبو العباس بذكر أنه ضمن تشكيلات اللواء ٣٥.
بالرغم من أن قائد اللواء الحمادي كان قد أصدر بيانا مكتوبا قبل عام بأن أبا العباس، لا يأتمر بأمره.

ولا يمكن أن تكون إخفاقات الإصلاح بسبب الآخرين فقط وبسبب أنهم لا “يحبونهم”.

• ولا شك أن موقف التحالف- السعودية والإمارات- مما أسموه ب “الإخونج”، لم يساعد في تحسين صورة الإصلاح.

ولم يغير من الأمر شيئا ظهور اليدومي والآنسي مع أولياء عهد المملكة والإمارات في صورة اجتماع.

كما لم ينفع من قبل إنكارهما بأنهما إخوان.

وكما أنتم براجماتيون وعمليون، الناس أيضا براجماتيون.

الناس، يمكن أن يقولوا بأنهم يريدون الإستقرار ويريدون أن يتبادلون الود مع السعودية والإمارات، وحتى على حسابكم.

وأنا على يقين بأن هذا جزء من الفخ المنصوب.

•العظمة والمصداقية، تكتسب بالأعمال والإنجازات والنتائج والثمار.

وكان قد اكتسبها حزب الإصلاح تلقائيا بأشياء ثلاث: تأسيس اللقاء المشترك وخدمة ثورة ١١ فبراير الشبابية والتصدي للحوثي.

ولكن العظمة والمصداقية، لا تُوَرَّث ولا تستمر تلقائيا.

العظمة والمصداقية، هي استمرار أداء دور واستمرار تحقيق انجازات.

والعظمة والمصداقية، ستأتي إليك من نفسها عندما تراك عظيما ولا يستطيع أحد أن يطلبها.

• نعم كنا نعلق الآمال على أن يكون الإصلاح هو “الهِلْبْ” الذي يحافظ على ثبات اليمن وعد انجرافها إلى البحار المجهولة وسط كل هذه العواصف والأنواء.

ونعم، طالبنا بعدم تكرار التجربة المصرية حيث طلب الإخوان المسلمون كل شيئ وفقدوا كل شيئ.

ونعم حلمنا بأن نستفيد من التجربة التونسية، التي نجاها الغنوشي وموقعها في أقرب نقطة على البحر المتوسط من أوروبا.

ونعم حتى طلبنا ب “عبقرية” يمنية شبيهة بعبقرية المشترك التي سبق وشارك بإنجازها الإصلاح.
لا يمكن أن تتكرر تجربة المشترك.
ولن يمد رفاق المشترك السابقون، أيديهم لنجدة الإصلاح.
ولن يستفيد الإصلاح من إلقاء اللوم على الآخرين.

• وفي كل محطة من هذه المحطات، كتبنا جهرا وعلانية، وحذرنا من هذه الزلات والإخفاقات.

وكتبنا سرا وعلى الخاص، تجنبا لما قد يبدو أنه جرح وإيلام لو ذكر علنا- تحذيرا بأننا لا نريد أن نفقد حزب الإصلاح.

•ويعجبهم أن يسألوا:
ما العمل؟

١- ادرسوا فيما بينكم النقاط المذكورة.

هذا، ما يدور بأذهان الناس، سواء ظلما أو حقا.

ولن تتغير هذه الصورة بالإنكار.

ابحثوا كيف يمكن أن تصلحوا أو تصححوا ما أفسد الدهر وما أفسدت القرارات والتعيينات ومنح صكوك الغفران والشهادات.

٢- مازالت قوتكم الحقيقية الفعلية معكم، وهي قوتكم التنظيمية وتراتبيتكم الهرمية.

ابحثوا عن طريقة لاستعمالها لمصلحة اليمن، وستنجذب اليمن لكم مرة أخرى.

٣- لا يمكنكم التقدم بدون إيجاد طريقة لرأب الصدع مع أهلكم وحلفاء العهد القريب في المشترك، حتى ولو قد سبق وجرحوكم.

٤- لا يمكنكم التقدم وتحالف السعودية والإمارات، يريد أن يضعكم في الثلاجة.

ولا أعرف كيف يمكنكم أن تجدوا حلا لهذه المسألة.

٥- أنتم تفقدون الناس.
حاولوا أن تستعيدوهم.
مازالت معكم قوة هائلة.
ومازالت اليمن تحتاجكم.

٦- هناك فخ منصوب، وبوضعكم الحالي وطرقكم الحالية، أنتم تتوجهون بنفسكم نحو الحفرة.

ولو سمحتم، لا تهاجموني.

أنا أصف فقط ما أرى.

عبدالقادر الجنيد
٢٧ ابريل ٢٠١٨

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق