الإمارات.. وتد مغروس في خاصرة اليمنيين والأمة

10 يناير 2020
الإمارات.. وتد مغروس في خاصرة اليمنيين والأمة
أبو زين
أبو زين

بقلم - أبو زين

طوال التاريخ القديم والجديد لم يعرف اليمنيون كارثة تعادل كارثة وقوعهم في مرمى أطماع دولة الإمارات، والتي أحالت حاضرهم إلى خراب ومستقبلهم إلى مصير شديد القتامة. هذه الدويلة الصغيرة المساحة الواقعة على الطرف الآخر من جزيرة العرب، والتي يحكمها نظام نشأ وترعرع تحت أعين ورعاية الحركة الصهيونية صارت خنجراً مسموماً في جسد الأمة، إذ نفثت أفعى الحكم في أبو ظبي سمومها في مختلف المناطق العربية، وعلى وجه الخصوص اليمن.

دخلت الإمارات البلاد اليمنية مدعية دعم الشرعية لكنها كانت ذريعة لتحقيق مآرب التوسّع ونهب أراضي اليمنيين والتحكم  بأقدارهم، وتوغلت رويداً رويداً في الداخل اليمني لتمزيق البلاد حتى يسهل عليها التفرد بكل ثرواتها، وعلى وجه الخصوص ثروتها الجيوسياسية إذ تقع في قلب أهم طريق ملاحة دولي، الأمر الذي سيمكن أي نظام مسيطر على البلاد من تحقيق نفوذ إقليمي كبير.

استغلت الإمارات ضعف اليمنيين وهشاشة النظام والخلافات المستعرة والعميقة في مختلف التكوينات والأحزاب اليمنية وتوغلت في الفراغ الذي نشأ بسبب انكماش الدولة وبسبب الانقلاب الكهنوتي الحوثي شمالاً، وبسطت نفوذها جنوب البلاد بعد أن فرّخت عشرات التشكيلات المليشياوية المسلحة المحاربة للدولة الوطنية.

هي من وقفت وراء منع الرئيس هادي والحكومة الشرعية من الدخول إلى عدن وإدارة شئون البلاد وقيادة المعركة ضد الانقلاب الحوثي، وهي من استهدفت الجيش الوطني سعياً لتدميره، مستخدمة كل الوسائل القذرة لتحقيق هذا الهدف، إما عبر الضربات الجوية المباشرة أو عبر الاستعانة بالتنظيمات المتشددة كالقاعدة وداعش، أو عبر إعطاء إحداثيات الجيش ومواقع قادته وتجمعاته لجماعة الحوثي، كي تستهدفهم المليشيا بصواريخها وطائراتها المسيرة، وقد نجحت عبر سياسة الغدر باغتيال أهم رجالات الجيش الوطني طوال سنوات الحرب.

غدر الإمارات لم يطل اليمنيين فقط، بل إنه طال السعودية، المملكة العربية المترامية الأطراف، والتي يعول عليها المسلمون في كل بقاع الدنيا للوقوف في وجه التحديات التي تهدد الأمة الإسلامية، باعتبارها الحصن الأقوى للعرب والإسلام. وقد نجحت الإمارات في تضليل السعوديين وإطالة الحرب في اليمن حتى غرقت المملكة في وحل الانقلاب الحوثي وباتت تتعرض للضربات الصاروخية بشكل شبه أسبوعي.

تملك أبوظبي مشروعاً خطيراً وتملك صلات وثيقة مع إيران، ولهذا فقد حرصت طوال سنوت الحرب على إبقاء شوكة الحوثيين قوية ودعمتهم بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية، في مقابل إضعاف جبهة الشرعية والتحالف، وهذا يؤكد بأن الإمارات ليست إلا ذراعاً إيرانياً في المنطقة حالها حال أذرعة إيران الإرهابية الأخرى كحزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي والكهنوت الحوثي، والهدف هو تدمير الدول العربية التي قد تشكل خطراً على المشروع الفارسي، بالإضافة إلى معركتها المسعورة ضد الإسلام، باعتباره مصدر عز وقوة كل الشعوب العربية.

ولهذا فإن مواجهة هذا الخطر وهزيمة هذه الدولة المارقة هو من أوجب الواجبات على كل عربي ومسلم، وعلى اليمنيين أن يخوضوا معركتهم المقدسة ضد تنظيم أولاد زايد الصهيوني حتى النصر، وعلى السعوديين أن يدركوا أنهم الهدف التالي في مخطط التقسيم إن سقطت اليمن، وأن الإمارات هي أخطر تهديد على بقاء دولتهم ومملكتهم قوية وراسخة وواحدة!

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق