عقب تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران.. دول آسيوية تستعد لإجلاء آلاف العمال من العراق وإيران

7 يناير 2020
قوات أمريكية في العراق
قوات أمريكية في العراق

تستعد دول آسيوية لإجلاء الآلاف من رعاياها الذي يعملون في العراق وإيران حال اندلاع أعمال عنف، ما يعكس مخاوف آسيا المتزايدة على مواطنيها في الشرق الأوسط الذي يزداد اضطرابًا.

يأتي ذلك وسط التوترات المتصاعدة بسرعة بين الولايات المتحدة وإيران في أعقاب مقتل قائد فيلق “القدس” الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد فجر الجمعة.

وحسبما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أمر الرئيس الفلبيني، رودريغو دوتيرتي، الجيش بالإعداد لنشر طائراته وسفنه “في أي لحظة” لإجلاء الآلاف من العمال الفلبينيين في العراق وإيران.

وقالت إن دوتيرتي عقد اجتماعًا طارئًا مع وزير الدفاع، وكبار مسؤولي الجيش والشرطة، الأحد، لمناقشة خطط الإخلاء.

وأعرب دوتيرتي عن مخاوفه، الإثنين، من أن بلاده ربما تضطر إلى القيام بعمليات إجلاء جماعية إذا ضرب العنف دول الشرق الأوسط مثل السعودية التي تستضيف أعدادًا كبيرة من العمال الفلبينيين.

وقالت وزارة الدفاع الفلبينية إن أكثر من 7 آلاف عامل فلبيني وأسرهم يعيشون في العراق وإيران، منهم من يعمل في منشآت أمريكية وأجنبية ومؤسسات تجارية في بغداد.

وتعد الفلبين مصدرًا رئيسيًا للعمالة في جميع أنحاء العالم، حيث يعمل نحو عُشر سكانها البالغ عددهم أكثر من 100 مليون شخص معظمهم كعمالة منزلية، وعمال بناء، وبحارة، وفنيون.

ورجحت “أسوشيتد برس” أن دولًا آسيوية أخرى لديها أعداد كبيرة من العمالة الوافدة، ربما تتخذ إجراءات مماثلة.

وأشارت إلى أن وزارات حكومة كوريا الجنوبية ناقشت تعزيز الحماية لنحو ألف وتسعمائة كوري جنوبي في العراق وإيران.

وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، الإثنين، إن الوكالات الحكومية ناقشت الاستعدادات لأزمة متصاعدة في الشرق الأوسط، لكن ليس لديها خطط فورية للإخلاء.

وأوضحت أن نحو 1600 كوري جنوبي يعيشون في العراق، معظمهم يعملون في مجال البناء، بينما يعيش 280 آخرين في إيران وهم من رجال الأعمال أو الطلاب أو متزوجين من إيرانيين.

في المقابل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، رافيش كومار، أن بلاده لا تخطط لإجلاء أي مواطن من المنطقة المضطربة “حتى الآن”.

وقال وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامنيام غايشانكار عبر “تويتر”، الأحد، إنه تحدث مع نظيره الأمريكي، مايك بومبيو “حول الوضع المتطور في منطقة الخليج”، وشدد على “مخاوف الهند وشواغلها”.

وفي مناسبات سابقة، قامت الصين بإجلاء رعاياها من بلدان أخرى خلال أوقات الصراع أو التوتر السياسي أو الكوارث الطبيعية.

وفي عام 2015، نقلت البحرية الصينية نحو 500 صيني من اليمن التي مزقتها الحرب. وأجلت 3000 من فيتنام في عام 2014، بعد نشر منصة نفط صينية في المياه المتنازع عليها، ما أثار موجة من أعمال الشغب المناهضة للصين.

ويشكل الآسيويون 40 في المائة من المهاجرين في العالم، وتعد بلدان الشرق الأوسط وجهة معهودة لهم.

بينما يعمل المهاجرون الأفارقة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، على الرغم من أن إمكانية قيام بلدانهم الأصلية بترتيب عمليات إجلاء غير مؤكدة.

وتضم دول الخليج أكثر من 7 ملايين مغترب هندي يساعدون في دفع عجلة اقتصاد المنطقة، والحفاظ على مدنها مكتظة بالأطباء والمهندسين والمدرسين والسائقين وعمال البناء وغيرهم من العمال. وفي دولة الإمارات يفوق الهنود عدد المواطنين بنسبة ثلاثة إلى واحد.

وقتل سليماني، ونائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس، و8 أشخاص كانوا برفقتهما، فجر الجمعة، إثر قصف جوي أمريكي استهدف سيارتين على طريق مطار بغداد.

والأحد، هدد الرئيس ترامب، بقصف 52 “هدفًا هامًا” لإيران حال استهدفت طهران أي مواقع تابعة للولايات المتحدة، ردًا على تصريحات مسؤولين إيرانيين بـ”الانتقام” على خلفية مقتل سليماني.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق