تعرف على 3 أكاذيب تروجها الشركات عن الماء… فلا تصدقها!

30 أكتوبر 2019
تعرف على 3 أكاذيب تروجها الشركات عن الماء… فلا تصدقها!
بما أنّ الحياة لا تكون بدونه، ستجد في كل ثقافة خرافات تضفي على الماء قوة سحرية، فالهنود يستحمون في نهر الغانج معتقدين أنّ في مياهه سر الشباب، على الرغم من أنه من أكثر الأنهار تلوثًا في العالم، وأنه يخلصهم من الخطايا. في حين جمع فلاديمير شوكلين في كتاب له، العديد من الأساطير الروسية التي تقدّس ماء المطر أو مياه ذوبان الثلوج أو حتى قطرات الندى، باعتبارها تملك قوة خارقة من الأرض نفسها.

وتحولت ظاهرة “الحماس للماء السحري” في مطلع القرن الـ20 إلى شيء أكثر خطورة، إذ ظهر جهاز يضيف عنصر الراديوم المشع إلى المياه، للاعتقاد بأنّ هذه النوعية من المياه تشفي الكثير من الأمراض، واستغلت العديد من الشركات ولع الناس هذا بـ”قوى الماء الخارقة”، للتسويق اليوم لأنواع مياه يزعم أنّ لها خصائص شفائية لا تحصى.

فيما يلي 3 أكاذيب عن الماء في عصرنا هذا:

1- الماء الحي والماء الميت:

“أريد لمياهي أن تكون ميتة، فإن كان هنالك شيء حي فيها، لن يكون سوى الميكروبات!”

لم يرد ذكر “الماء الحي” ذي القدرة الشفائية الخارقة في الأساطير الروسية فقط، بل تزعم بعض الشركات اليوم أنها تعالج المياه بالتحليل الكهربائي، وتبيعها تحت اسم “الماء الحي” أو “الماء القلوي”، مدعية أنها تشفي الجسم من العديد من الأمراض التي زعم ارتباطها بالأطعمة الحمضية التي يتناولها الإنسان، وأنّ الماء الذي نشربه من الصنبور “ماء ميت”.

كما يزعم البعض أنّ ماء الصنبور “يفقد طاقته الحيوية لانضغاطه في الأنابيب”، وأنّ هذه الطاقة المزعومة يمكن أن تستعاد بتخزين الماء في جرار الفخار وتعيده لما كان عليه في الطبيعة، في حين يدعي البعض الآخر أنّ قلوية الماء تزداد لدى تخزينه في الفخار، مما يكسبه خصائص فريدة في إزالة السموم ومنع الأكسدة.

ويؤكد المهندس الزراعي ماهر قاسم، المختص بمجال سلامة الغذاء، لـ”العربي الجديد”، أنّ “الماء الحي” أو “الماء القلوي” ليس سوى خدعة تسويقية لسلب الناس المزيد من المال، ويقول: “يتراوح الأس الهيدروجيني للمواد بين الحمضي فالمتعادل فالقلوي، وتكون المياه النقية غالبًا أقرب للتعادل، ولم تثبت أي دراسة علمية موثوقة أنّ للمياه التي تباع على أنها قلوية، تأثيرا إيجابيا على جسم الإنسان”.

كما أوضحت الصيدلانية ريام كريم، لـ”العربي الجديد” أنّ الأس الهيدروجيني يختلف من عضو لآخر بشكل يتناسب مع وظيفته، فوسط المعدة حمضي جدًا والبشرة أقل حموضة، في حين يحافظ الدم على أس هيدروجيني في مجال ضيق منخفض القلوية وأقرب للتعادل. وأشارت إلى أنّ أي خلل في الأس الهيدروجيني في أي عضو في الجسم، يحدث في حالات استثنائية ومرضية مثل الحماض الكيتوني لدى مرضى السكري. وأضافت: “تتكيف الأجهزة بحيث تحافظ على أسها الهيدروجيني، بحيث لا يمكن للأطعمة الحمضية أو المياه القلوية أن تحدث فرقًا فيه، إذ سيتعدل أي حمض أو قلوي ممدد بحموضة المعدة، في حين تتسبب الحموض والقلويات المركزة بحروق في الفم والبلعوم والمريء، قبل الوصول إلى المعدة حتى”.

كما أشار مهندس الطاقة أيمن إبراهيم، إلى أنّ الطاقة الحيوية Bioenergy، هي الطاقة المستمدة من الوقود الحيوي، الناتج من مخلفات الكائنات الحية النباتية كبقايا الخشب، ومخلفات الحيوانات كالروث، والقابلة للتحلل الحيوي وتحويلها إلى غاز حيوي عن طريق بكتيريا لاهوائية، وقال: “يعني هذا أنّ الطاقة الحيوية تنتج من مخلفات الكائنات الحية، والماء ليس أحدها بالتأكيد”.

 2- المياه منخفضة الصوديوم:

تبيع بعض الشركات مياهًا معالجة بحيث تخفض فيها نسبة الصوديوم، وتدعي أنّ شربها سيخفض مدخول الجسم اليومي من الصوديوم، نظرًا للآثار الصحية التي يترتب عليها ازدياد استهلاك هذا العنصر عن الحد الآمن الموصى به، إلا أنّ المهندس قاسم أوضح أنّ الغذاء هو المصدر الرئيسي للصوديوم، وأنّ المياه أساسًا لا تحتوي إلا على كمية منخفضة جدًا من هذا العنصر، ويقول: “إنّ شرب ليترين من الماء يوميًا، لا يزودنا سوى بـ 10 إلى 20% من معدل الصوديوم الموصى به، وهو 2000 ميلي غرام يوميًا”.

كما أشار حسين حمودة، الحاصل على شهادتي ماجستير في “الكيمياء العضوية” و”الكيمياء الجزيئية”، إلى أنّ الصوديوم اللاعضوي (كما في الماء) أقل توافرًا حيويًا في الجسم من الصوديوم العضوي (في الغذاء)، وقال موضحًا: “يكوّن الصوديوم بشكله اللاعضوي ملحًا لحمض لاعضوي، مثل ملح الطعام، وهذا يعني أنه سهل التشرد إلا أنه لا يستطيع الوصول إلى الأماكن الحيوية في الجسم، مثل الخلايا والسوائل البيولوجية”، وأضاف: “أما الصوديوم المرتبط بجزيئات عضوية مثل الأحماض الدهنية، فيكون صعب التشرد، ولكنه يتميز بأنّ الجزيئات المرتبط بها تستطيع بسهولة الدخول للخلايا والسوائل البيولوجية، حيث تتحلل وتطلق الصوديوم، الذي يصبح متوافرًا حيويًا للجسم”.

3- المياه المؤكسجة… لا يمكنك التنفس من معدتك!

يحتوي الماء على ذرة أوكسيجين في كل جزيئة من جزيئاته، إلا أنّ هذا الأوكسيجين غير متاح للتنفس، كما يحوي على كمية قليلة من الأوكسيجين المذاب والمتاح للأحياء المائية، ويمكن زيادة كمية الغاز المذاب بتطبيق ضغط معين على الماء كما يحدث في حالة المشروبات الغازية، إلا أنّ الغاز يتحرر بمجرد إزالة الضغط.

وتدعي بعض الشركات اليوم، أنها طورت طريقة لزيادة نسبة الأوكسيجين المذاب في الماء 400%، وإبقائه فيه من دون تطبيق ضغط، على الرغم من عدم وجود دليل علمي يثبت فعالية هذه الطريقة، وتزعم أنّ شرب هذه المياه المؤكسجة يرفع معدل الأوكسيجين في الدم، بتحسين انتقاله عبر بلازما الدم، إذ ينتقل الأوكسيجين في الدم مرتبطًا بالهيموغلوبين، وتوجد نسبة ضئيلة منه مذابة في البلازما.

كما تدعي هذه الشركات أنّ المياه المؤكسجة مفيدة للرياضيين، الذين تقل كمية الأوكسيجين في دمهم من حوالي 100% إلى 90% تشبع، عند ممارسة التمارين الرياضية، إلا أنّ الصيدلانية كريم تقول: “يوفر الهواء الذي نتنفسه كل الأوكسيجين اللازم للحياة، باستثناء حالات طبية محددة، كما لا يمكن إذابة المزيد من الأوكسيجين في الدم، عندما يكون مشبعًا به بالفعل”.

كما تؤكد كريم أنّ ما من دراسة أثبتت إمكانية امتصاص الأوكسيجين من الجهاز الهضمي، وتضيف: “حتى لو فرضنا أنّ الأوكسيجين يمكن امتصاصه بالفعل، فإن الأمر على أية حال ليس بذي أهمية، فكمية الأوكسيجين التي نحصل عليها من نفس واحد، أعلى بكثير من الأوكسيجين الذي يوفره نظريًا أي ماء مؤكسج”.

*العربي الجديد

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق