رغم كل الظروف القاهرة.. أحمرنا الصغير يطير إلى النهائيات الآسيوية

22 سبتمبر 2019
رغم كل الظروف القاهرة.. أحمرنا الصغير يطير إلى النهائيات الآسيوية
أبو زين
أبو زين

بقلم - أبو زين

تأهل منتخبنا الوطني للناشئين تحت سن 16 عاماً إلى نهائيات كأس آسيا لكرة القدم، ليكمل بذلك سيمفونية النجاحات الباهرة التي تحققها منتخباتنا الوطنية بمختلف فئاتها العمرية في الآونة الأخيرة، حتى باتت محل إعجاب وتقدير.

ووسط هذه العتمة المحيطة بالبلاد من أقصاها إلى أقصاها لم يعد أمام اليمنيين من متنفس للضوء ومنبع للفرح إلا عبر أقدام هؤلاء الأبطال.. يتفننون في مداعبة الكرة وتحريكها كيفما يشاؤون فتتشكل على المستطيل الأخضر لوحة سوريالية تضاهي معزوفات بيتهوفن جمالاً ورسومات بيكاسو روعة وإدهاشاً.

لقد نفضت منتخباتنا الوطنية عنها غبار السنين العجاف المثقلة بالهزائم والمشاركات المتواضعة، وصعدت باقتدار وفرادة وإبهار نحو فضاءات أوسع وتحديات أهم، لترتفع بهم ومعهم هامات اليمنيين رغماً عن واقعهم المتخم بالبؤس والتشظي.

وهنا لابد لصاحب الفضل أن يذكر ولابد لبدر الكرة اليمنية أن يشار إليه بالبنان، ومن غير الشيخ أحمد بن صالح العيسي، رئيس اتحاد الكرة، من يستحق الإشادة على زخات السعادة اللامنتهية التي أهداها إلى قلوبنا الكسيرة، في زمن اللادولة واللاحياة.

حينما تخلى الجميع عن الرياضيين كان الشيخ أحمد العيسي سنداً وداعماً. بذل ولا يزال من وقته وماله وجهده. وقف معهم ولم يتخل عنهم أو يغلق بابه عليهم كعادة بقية المسئولين. وبسخاء حاتم الطائي كانت أمواله تصل إلى كل فرد فيهم بعد أن نهش الخراب أحلامهم ونهبت المليشيات معاشاتهم. وحينما توقفت الأنشطة الكروية والدوريات الرياضية أعاد الشيخ أحمد بث الروح فيها وهب كالغيث على يباب الرياضة فأحالها جداول خضراء.

لك أيها الشيخ الجليل والفارس النبيل أن تحلق في مدارات التجلي والبهاء لأنك كنت سيف آمالنا الصارم في وجه الزمن الضحل. بجودك وبمجهودك أعدت إلى كرتنا عافيتها بعد داء عضال، وسكبت في أفئدتنا فرحة نفتقر إليها منذ سنين طويلة، فلا والله لا ندري كيف نشكرك أو نرد جزءاً من جميلك.

وبعد عام سيعزف نشيدنا الوطني في نهائيات آسيا.. ستردد الأشبال بصوت العاشق: رددي أيتها الدنيا نشيدي … ردديه وأعيدي وأعيدي. فأي أرضٍ حينها ستسعنا وأي سماء حينها ستحتوي هاماتنا العالية.. هي فرحة سنعيشها بكل تفاصيلها الغامرة.. سنتذكر حينها صانع النجاحات وبشير الخيرات الشيخ أحمد العيسي، فقد بات اسمه وساماً خالداً في الصدور لا يفارقها أبد الدهر.

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق