لمنتخب اليمن وللشيخ أحمد العيسي من قلب كل يمني ألف قبلة وتحية

11 سبتمبر 2019
لمنتخب اليمن وللشيخ أحمد العيسي من قلب كل يمني ألف قبلة وتحية
أبو زين
أبو زين

بقلم - أبو زين

كانت بحق ليلة من ليالي العمر الخالدة. أحد الأيام القلائل التي نام فيها اليمنيون جميعاً والسعادة مسكوبة في فؤاد كل واحد منهم، بالرغم من هذا الخراب الكبير الذي دمر كل شيء في هذا البلد المتخم بالمآسي والحروب.

 

كانت ملحمة كروية تلك التي قدمها المنتخب الوطني الأول أمام نظيره السعودي في مملكة البحرين يوم أمس، وخرج منها بتعادل ثمين، وهدف هو الأجمل والأروع في تاريخ التصفيات منذ انطلاقها.

 

وأجزم هنا أن كل يمني قد بات فوق فراشه وأغمض عينيه واسترجع في مخيلته تفاصيل هذا الهدف: تمريرة ذكية كسرت كل خطوط الخصم المنافس لتجد في استقبالها اللاعب الفذ محسن قراوي، والذي حلق بجسمه كالنسر وأرسل كرة خلفية على الطاير، لتستقر في شباك الحارس السعودي “المعيوف”.

 

من كان يتخيل أن يشاهد منتخباً يمنياً بهذه البراعة والسحر؟ لا أحد. لقد عاشت الكرة اليمنية خريفاً مريراً لسنوات طويلة حتى جاء فارس يمني أصيل وقائد وطني استثنائي ليقود دفة الرياضة اليمنية في ظل واقع ملبد بالغيوم والعواصف كادت معه سفينة الرياضة أن تغرق.

 

ومن غير الشيخ أحمد بن صالح العيسي، صانع الأمجاد وملهم الأجيال.. من صاغ ملامح هذا التطور والتجلي في أداء منتخباتنا الوطنية مؤخراً.

 

مذ أشرق نجم العيسي على رأس اتحاد الكرة اليمنية حتى عاد للرياضة اليمنية رونقها وللمنتخبات الوطنية سحرها على المستطيل الأخضر. لقد كان بحق عنوان كل انتصار وملهم كل إبداع وإمتاع وعرّاب كل إنجاز لرياضتنا الوطنية. ولا والله ليست مبالغة لو قلت أنه لا يوجد أي رئيس اتحاد رياضي في العالم قد بذل من جهده ووقته وماله ما بذله الشيخ العيسي طوال فترة توليه رئاسة اتحاد اليمن لكرة القدم. وهذا الأمر ليس بمستغرب على من تعلّق قلبه شغفاً باليمن وبالرياضة مذ كان صبياً.

 

أما الملحمة الكروية اليمنية التي أقيمت البارحة فقد رسمت أبهى صورة للوحدة اليمنية. منتخب جُمِّعتْ كل لؤلؤة فيه من كل بقاع هذا الوطن الكبير.. من صنعاء وعمران وحجة وإب شمالاً وصولاً إلى أبين وحضرموت وعدن ولحج جنوباً. عزف هؤلاء اللاعبون سيمفونية وحدوية فارهة الجمال والدهشة، فسحروا ألباب كل من شاهدهم على أرضية الملعب أو من وراء الشاشات.

 

شكراً لهذا المنتخب اليمني الأصيل، وشكراً لربان السفينة الفذ وصانع الانجازات الأوحد، الشيخ أحمد صالح العيسي، وقبل كل شيء وبعده شكراً للوحدة اليمنية التي كتبت معها سفراً من العظمة والكبرياء والشموخ لهذا الشعب الخالد.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق