هل بات الامكان رؤية أعضائنا الداخلية؟!

26 مايو 2019
هل بات الامكان رؤية أعضائنا الداخلية؟!

نشر موقع “ذا دايلي بيست” الأمريكي تقريرا سلط من خلاله الضوء على أحدث التكنولوجيا في مجال الطب، المتمثلة في روبوت ضئيل الحجم من شأنه أن يساعد الأطباء على رؤية أعضاء المريض من الداخل.

وقال الموقع، في تقريره، إنه على الرغم من أن الأطباء يحظون بالعديد من الطرق التي تسمح لهم برؤية ما يجري داخل جسم الإنسان، إلا أن جميعها تفتقر إلى الدقة والمثالية. ومن المؤكد أن تقنيات التصوير الخارجية لا تنجح في تصوير جميع الأعضاء الداخلية، كما أن عملية تنظير القولون غير مريحة ولا تصل إلا إلى الأمعاء السفلية.

وعلى هذا الأساس، يعمل الباحثون في مختبر الروبوتات الطبية الحيوية في جامعة بن غوريون على تصميم روبوت صغير مستوحى من دودة صغيرة، يمكن التحكم فيه عن بعد من شأنه أن يمنح الأطباء فرصة لم يسبق لها مثيل تخوّل لهم النفاذ إلى أعضاء الإنسان الداخلية.

وأشار الموقع إلى أنه أثناء عملية تطوير روبوت الدودة الصغيرة، يأمل المهندس ديفيد زروك، المسؤول عن إدارة المختبر، في العثور على طريقة من شأنها أن تتفوّق على كبسولة “بيل كام” في الوصول إلى أجزاء يصعب الوصول إليها من الأمعاء، لاسيما الأمعاء الدقيقة. ووفقًا لزروك: “منذ عشر أو اثني عشرة سنة، بدأت إحدى الشركات في تطوير كاميرات بحجم حبة الدواء”.

ونقل الموقع عن زروك أنه “بإمكان أي شخص ابتلاع كبسولة “بيل كام” لتمر عبر الجهاز الهضمي وتلتقط صورا لجميع أعضاء الجسم الداخلية. وتعتبر هذه الفكرة رائعة نظرا لأنها تسمح للأطباء بالتقاط صور للأمعاء الدقيقة المرتبطة بالمعدة من جانب، وبالأمعاء الغليظة من الجانب الآخر، التي من الصعب الوصول إليها”.

وأوضح الموقع، نقلا عن زروك، أن أوجه القصور في كبسولة “بيل كام” تكمن في أنها تستغرق ساعات عديدة لتتمكن من المرور بشكل طبيعي عبر الجهاز الهضمي، لاسيما في ظل غياب وسيلة تمكنها من الدفع بنفسها إلى الداخل. بعد ذلك، يمكن للحبة أن تستقر داخل أجزاء من الأمعاء ثم تنزلق سريعا عبر باقي الجسم، ما يؤدي إلى التقاط عدد أقل من الصور ذات جودة منخفضة.

وأورد زروك أنه “في حال نجحنا في جعل الكاميرا ذاتية الدفع، سيصبح الطبيب قادرا على الجلوس بالقرب من المريض والتحكم فيها. وفي هذه الحالة، يمكن للعملية أن تصبح أسرع. وفور وصوله إلى المنطقة التي يرغب في فحصها، بإمكان الطبيب التوقف والتقاط المزيد من الصور ثم المتابعة”.

وذكر الموقع أن القدرة على التحكم في الروبوت ستجعل الطبيب قادرا على استخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد موقع الروبوت داخل جسم المريض ومعرفة مكانه بالتحديد عندما يرصد مشكلة ما في أحد الأعضاء. ولكن باستخدام أقراص الكاميرا الحالية، من المستحيل التمييز بين النقاط المهمة باعتبار أن الأمعاء من الداخل تبدو بنفس الشكل وتأخذ جميعها لونا رماديا.

من أجل صنع الروبوت، ركّز زروك وفريقه على أشكال الحركة التي تعمل بفعالية داخل المناطق المرنة. وتعد الدودة مصدر إلهامهم الرئيسي نظرا لأنها تتحرك في نمط يشبه الموجة، وتأخذ شكلا حلزونيا يشبه الحمض النووي، ويمكن دفعها من طرف واحد، ما يعني أن الروبوت سيحتاج فقط إلى محرك واحد إلى جانب سلسلة من الوصلات.

وأكد الموقع أن الخبراء باشروا العمل على صنع نموذج كبير الحجم من هذا الروبوت بهدف إثبات المفهوم، ثم عملوا على تصغير حجمه مع كل جيل جديد. ويبلغ طول الإصدار الأخير من الروبوت 4 سنتيمترات وعرضه 1.5 سنتيمتر. وقد نجحت عملية اختبار الروبوت داخل أمعاء الخنزير.

وتجدر الإشارة إلى أن الخبراء يرغبون في صنع منتج نهائي أصغر حجما يصل قيس طوله إلى حوالي سنتيمترين وعرضه 1.2 سنتيمتر. لكنهم مقيّدون حاليا بحجم المحركات المتوفرة في السوق. ولتحقيق هذه الغاية، يبحث الفريق عن شريك يتمتع بالقدرة على تصنيع والمساعدة في تصميم محرك أصغر.

وأورد الموقع أن هذا الروبوت يحتاج أيضا إلى بطارية بدلا من الأسلاك الخارجية التي يشتغل بها في الوقت الحالي، ناهيك عن ضرورة تزويده باتصال لاسلكي؛ وهما مهمتان يسهل تحقيقهما باستخدام التكنولوجيا المتوفرة الآن. وقد أشار زروك إلى أنه يطمح إلى أن يكون الروبوت قادرا على أداء مهام أكثر تعقيدا من مجرد التقاط الصور، بما في ذلك حقن القليل من الدواء في جزء مستهدف أو حمل خزعة صغيرة إلى الداخل دون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية.

*عربي21

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق