اليماني والخوف من مواجهة الإمارات: لقد اجتزت خط الدائرة!

3 أبريل 2019
اليماني والخوف من مواجهة الإمارات: لقد اجتزت خط الدائرة!
ابو زين
ابو زين

بقلم - ابو زين

 

أطل علينا وزير خارجيتنا المبجل، خالد اليماني، في لقاء صحفي بجريدة الإندبندنت البريطانية، للتحدث عن خيارات الشرعية في ظل الخلل الكبير في العلاقة بينها وبين دولة الإمارات، وكيف يمكن لهذا المشروع اليمني الجامع أن يخرج من عنق الزجاجة.

اللقاء الذي اعتقدنا أن الشرعية من خلاله ستفرغ فيه جام غضبها إزاء هذا الوضع البائس الذي تمر به، وستطالب صراحة وبلسانه الى بتر أيدي حكام زايد وإيقاف مشاركتهم كشريك في التحالف العربي، لكنه لم يفعل!

ويبدو أن وزير خارجيتنا قد همّ في قول ما يعتلج في النفس من خواطر جراء الخيبات المتواصلة التي لا تنفك الإمارات تسقينا إياها، لكنه فكر ثم قدر ثم تلكأ وتقهقر، وعاد ليصرح بأن الإمارات تظل شريكا متميزاً، وأن الخلل الحاصل وارد، وأن لحظة مكاشفة صريحة قد تعيد شوكة الميزان للاعتدال.

المكاشفات لا تنفع يا معالي الوزير إلا بين المحبين، أما ما يتعلق بأطماع دول ولئامة حكام وانحطاط شقيق فلا ينفع غير المواجهة، والكي أو البتر هنا هو أول الحلول وليس آخرها.

إلى متى سيصبر اليمني على الإمارات وهو يراها كل يوم وكل لحظة وهي تمارس فن اغتيال الحلم وتدمير الوطن وتوزيع الأوجاع في كل بيت. إن لم تكن تدرك يا معالي الوزير أننا نواجه الصورة الأخرى من الحوثي في جنوب اليمن فتلك مصيبة وإن كنت تدرك ذلك فالمصيبة أعظم!

ثم ما الذي أبقت عليه الإمارات من سبل للتصحيح أو التدارك؟! لقد مزقت نسيج المصير المشترك ضد التغول الإيراني في خاصرة الخليج العربي، ثم قطّعت حبال الود والمصابرة على الطعنات الغادرة، ثم نسفت في آخر النفق شعرة التوازن في المصالح بين الشرعية وبينها عبر تمويلها ودعمها لانقلاب صريح ضد السلطة الشرعية في عدن، وكأنها بذلك تعيد ارتكاب خطيئة صاحب الكهف التي تسببت في إسقاط مشروع الدولة والجمهورية بشكل جزئي.

لم تبقِ الإمارات أية مساحات للعودة أو الرجوع، بل إنها لم تقم للشرعية ولا لرموزها أية وزن، وكلما طالبناكم بالغضب.. بقول الحقيقة المرة، تزمجرون في وجوهنا باعتراض بائس: لا.. مهما جرى تبقى الإمارات شريكة في حربنا ضد الحوثي، ونحن لا ننكر فضل أحد!!

لكأننا والله أمام عباس آخر.. دخل اللصوص بيته وقتلوا أطفاله واغتصبوا امرأته، وهو ينظر في صمت وهوان، وحين ذهبوا صاحت امرأته به لماذا لم تفعل شيئاً؟ بل لماذا كنت صامتاً ولم تجرؤ حتى على الصراخ، فأجاب اليماني بأنفة: لا تظلميني.. أنا لست جباناً.. لقد غافلتهم واجتزت خط الدائرة.. حتى وإن حاولوا الانقلاب علينا يظلوا اخوتنا!!

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق