في ظلل شلل تام للمؤسسات الصحية.. شوارع صنعاء تتحول الى ملاذ آمن للكلاب الضالة

10 مارس 2019
في ظلل شلل تام للمؤسسات الصحية.. شوارع صنعاء تتحول الى ملاذ آمن للكلاب الضالة
عندما عض كلب معلما يدعى حسين محمد الجرباني في ساقه ذهب إلى المستشفى لتلقي العلاج، لكن طلب منه شراء العلاج من خارج المرفق الصحي لعدم توافره.
وفي الصيدلية عرف المعلم أن ثمن العلاج 12 ألف ريال يمني (47 دولارا)، وهو مبلغ كبير بالنسبة لشخص بدون راتب، مثل كثير من المعلمين في اليمن الذي تمزقه الحرب.
وقد أصبحت عضات الكلاب مصدر قلق صحي إضافي لسكان صنعاء، حيث تركت بعضهم عرضة لداء الكَلب، وهو مرض مميت إذا لم يعالج سريعا.
ويقول مسؤول داء الكَلب في المستشفى الجمهوري بصنعاء عبده غراب إن 620 شخصا عضتهم الكلاب في صنعاء منذ بداية العام الجاري، توفي منهم تسعة أشخاص نتيجة إصابتهم بداء الكَلب (السعار).
وأضاف “البلدية يجب عليها أن تقوم بمكافحة الكلاب في جميع المحافظات وبالذات الشاردة التي لا يوجد لها صاحب، الآن أصبحت تهدد جميع الفئات العمرية وأصبحت تتزايد يوما بعد يوم، أما وزارة الصحة فنناشدها أن تقوم بتوفير اللقاحات والأمصال بشكل مستمر للناس في جميع محافظات الجمهورية”.
ويقي اللقاح من المرض بسهولة إذا استخدم سريعا، لكن كثيرا من الناس لا يدركون أنهم أصيبوا بالعدوى، وبمجرد ظهور الأعراض يصبح من المستحيل علاجها، وينتج داء الكلب بشكل أساسي عن عضات كلاب مصابة بفيروس السعار.
ويستقبل المستشفى الجمهوري في صنعاء يوميا بين 50 و60 مصابا بعضات الكلاب، وهو ما يربك المستشفى الذي يعاني بشدة جراء الحرب.
ويعمل غراب في مكتب صغير ومزدحم، حيث يفحص الأشخاص الذين تعرضوا لهجمات الكلاب، ويتفقد بعناية العلامات التي تركت على أجسادهم.
وزاد في الآونة الأخيرة عدد الكلاب الضالة في شوارع صنعاء، ولا سيما في مناطق المخلفات، حيث تظل أكوام القمامة على حالها لشهور في المدينة بسبب عدم دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية نتيجة الحرب الأهلية الدائرة رحاها في اليمن منذ ما يقارب أربع سنوات.
ويقول عصام محمد الشجاع إن ابنته ميسون عضها كلب في صنعاء، ويطالب السلطات بمواجهة هذا الوضع وحماية الأطفال من خطر داء الكلب.
ويروي عامر علي عثمان أن الكلاب الضالة سببت له حوادث كثيرة أثناء قيادته دراجته.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة قالت في 2017 إن داء الكلب يقتل نحو 60 ألف شخص في العام. وأضافت أن الوفيات كانت بشكل رئيسي في بلدان آسيوية وأفريقية حيث تكثر الكلاب الضالة.
*رويترز
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق