حقيقة تواجد التحالف السعودي الإماراتي بالمهرة

31 يناير 2019
حقيقة تواجد التحالف السعودي الإماراتي بالمهرة
احمد بلحاف
احمد بلحاف

بقلم - احمد بلحاف

لايوجد هناك في محافظة المهرة اي ضبابية ، فالمشهد واضح ولا يخفى على احد ما يجري في شرق اليمن ، كل الاحداث والممارسات هناك تقودنا الى وجود طرفين فقط أحدهما يطمع بما يملك الآخر ويسعى إلى الاستحواذ والتحكم ولو على حساب الفوضى وتدمير حياة البشر ومصالحهم ، الطرف الاول هو التحالف السعودي الاماراتي وهم من سبق في الاعتداء ،والطرف الثاني اليمنين في محافظة المهرة وهم المدافعين عن أرضهم وكرامتهم وثروتهم ورافضون لأي تواجد أجنبي .

ولذلك أن ما تقوم به بعض المواقع الالكترونية ووسائل الاعلام التي نعلم جيدا أنها تعمل بتمويل وتوجيه اماراتي سعودي بعيدا عن المهنية والمصداقية وحقيقة الاعلام النزيه في نشر المغالطات والأخبار الكاذبه واخرها ما تناولته عن قطر وسلطنة عمان واتهامها زورا وبهتاناً بتهريب الأسلحة إلى محافظة المهرة اليمنية ، ما هو إلا افلاس اخلاقيا وسياسيا وعسكريا ، و هذا معروف ضمن معلوماتنا المؤكدة انه ياتي ضمن الخطة التي أعدتها اللجنة الخاصه في الرياض لنيل من سلمية الاعتصام وخصوصا بعد ظهور اهتمام واضح من جهات دولية لمعرفة حقيقة التواجد السعودي الذي يرفضه أبناء المهرة شرق اليمن من خلال الاحتجاجات السلمية لعدم وجود مبررات او شرعية لهذا التواجد العسكري الكبير والذي يضم منشأت وقواعد والآت عسكرية ضخمة وعدد كبير من الجنود السعوديين و المليشيات التابعه لهم حيث تعمل على أحداث كثير من الانتهاكات ومنها ما هو موضح في رصد أعدة مكتب وزارة حقوق الإنسان بالمهرة في تقريرين احدهم صادر في مايو والآخر في سبتمبر من عام 2018م . مما جعلهم يتخبطون والعمل على مضايقة مدير مكتب حقوق الإنسان فرع المهرة وتوقيفه عن العمل مما لا يدع مجالا للشك ان كل ما ورد في التقرير صحيح و قد أوجع الرياض و أدواتها بالمنطقة .

وبعد أن أطّلعنا فريق مستشاري المبعوث الأممي إلى اليمن على حقيقة الأمر وما يجري في محافظة المهرة من انتهاكات تقوم بها السعودية و أكدنا لهم دعمنا لجهود إحلال السلام ، بالاضافة الى دعوة اللجنة المنظمة للاعتصام بفريق دولي لتقصي الحقائق حول تلك الانتهاكات ، لاحظنا تحرك مشبوه لعناصر تدعي انها اعلامية تتبع غرف الرياض وابوظبي على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت لنشر الإشاعات المغرضة في محاولة لإبعاد الأنظار عن ما تفعله على أرض الواقع بمحافظة المهرة .

الجانب الآخر ان رمي الاتهامات هكذا واطلاق مواقع واسماء وهمية وأخرى حقيقية ترتزق مقابل تنفيذ التوجيه لتبني هذه المغالطات هو اضعف المحاولات وربما تكون آخرها قبل الاستسلام السعودي الاماراتي لواقع الفشل في عملية حصار دولة قطر التي لم يشكل الحصار عليها اي خطر او يمثل لها اي عائق في الانطلاق نحو آفاق أكبر و توسيع العلاقات بشكل أكثر فعالية وخلق تبادل تجاري الذي عزز الاقتصاد القطري بشكل واضح إضافة إلى موضوع تعزيز التعاون العسكري الذي هو الآخر كان بمثابة الضربة القاضية لدول الحصار .

اما عن سلطنة عمان لم يُسجل لها اي موقف معادي لأي طرف من الأطراف بل هناك جهود وسعي لتقريب وجهات النظر للنهوض باليمن وشعبه إلى واقعٍ افضل يسوده السلام والألفة والمحبه وهذا في حقيقة الأمر لا يتوافق مع توجّه التحالف الثنائي الذي يعمل في اليمن على تقسيم المجتمع إلى فئات وأطراف متصارعه وتجويعه واضعافه اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا .. وحصاره براً وبحراً وجواً ، الا ان حكمة الله قد سبقت ان تكون الجغرافيا العمانية اليمنية امتداد واحد لتُمثل عُمان اليوم شريان الحياة الذي يعيش به اليمنين من اجل سفرهم وعلاجهم وعملهم وقضى شؤونهم من خلال التعاون الإنساني والحرص على أن لا تكون أبوابها مؤصدة امام الشعب اليمني ، فلذلك استطاعت عُمان ان تشغل حيزا كبير في قلب الشعب اليمني الذي يملؤه الحب والوفاء لجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان لحكمته وانسانيته .

من يقرأ الواقع جيدا يفهم جيدا ان الوضع في محافظة المهرة يتجه نحو الأسواء من خلال انقلاب القوات السعودية ومليشياتها على المؤسسات الدولة الشرعية واحلالها بدلاً عنها ، وحاليا لا خيار غير تنفيذ أهداف و مطالب الاعتصام السلمي – الذي نظمه نخبه من أبناء محافظة المهرة وايدته الأحزاب والشخصيات الاجتماعيه والسياسية والمكونات المجتمعية والقبائل – والتي تنص على حماية المؤسسات الشرعية للدولة وانهاء تواجد المليشيات والمعسكرات التي تضايق المواطنين وتعمل على أيواء عناصر من تنظيمات إرهابية ، و رفض عسكرة المرافق المدنية ، والعمل وفق القانون اليمني ورفض التدخل والتجاوزات السعودية في شؤون المحافظة .

ونعلم أن الإمارات انسحب ضباطها من محافظة المهرة إلا أن تواصلها لازال موجود مع مخبريها وأدواتها وتظيماتها الارهابية التي هي من صناعتها للعمل على خلق فوضى الاغتيالات والانفجارات … وللحديث بقية .

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق