الاعتقال والاخفاء والقتل.. سلسلة جرائم وانتهاكات الإمارات في اليمن (تقرير خاص)

28 يوليو 2021
الاعتقال والاخفاء والقتل.. سلسلة جرائم وانتهاكات الإمارات في اليمن (تقرير خاص)

تواصل الامارات انتهاكاتها وعبثها في اليمن منذ تدخلها كعضو في تحالف دعم الشرعية عقب انقلاب مليشيا الحوثي على سلطة الدولة واستيلائها على الحكم بقوة السلاح.

وخلال مشاركة الامارات في هذا التحالف سعت لبسط سيطرتها على المناطق المحررة من جنوب اليمن ومارست فيها ابشع الجرائم والانتهاكات الصارخة مستخدمة وسائل عدة منها تغذية خلايا اغتيالات وخطف وانشاء سجون ومعتقلات سرية زجت فيها بألاف اليمنيين المناهضين لها حيث استخدمت الامارات مواقع حيوية كمقرات لإنشاء سجونها السرية التي شهدت أبشع جرائم التعذيب والانتهاكات، واشهر هذه السجون الغير شرعية سجن في مطار الريان، ثالث أكبر مطار باليمن ويعتبر من أهم المواقع الاقتصادية الحيوية في البلاد واخر في منشأة بلحاف النفطية.

وتواترت عشرات التقارير الحقوقية التي كشفت الانتهاكات الإماراتية في اليمن، وسلطت الضوء على قضايا الاغتيالات والاعتقالات والسجون السرية لأبو ظبي هناك ومدى معاناة المعتقلين فيها والانتهاكات التي تحدث بحقهم، ودعمت الإمارات جماعات مسلحة محلية تدين لها بالولاء تحت أسماء مختلفة وجعلتها مشرفة على عشرات السجون التي انشاتها كـ قوات ما تسمى بـ “الحزام الأمني” في محافظات عدن وأبين ولحج (جنوب)، والنخبتين “الشبوانية” و”الحضرمية”، حسب ما كشفه بيان لمنظمة “سام للحقوق والحريات” في جنيف.

ولم تقتصر السجون السرية الاماراتية على مناطق سيطرتها في جنوب اليمن بل امتدت غربا حيث عملت الامارات على انشاء سجون سرية لها عبر قوات تموّلها وتديرها، كـ”ألوية العمالقة” وقوات ما تسمى بحراس الجمهورية التابعة لطارق صالح في الساحل الغربي.

وخلال ست سنوات كاملة منذ أن فرضت الامارات سيطرتها على المناطق الجنوبية المحررة والساحل، لم يقف “عداد جرائمها بين القتل والخطف والاحتيال والاحتلال ودعم المليشيات المسلحة واثارة الفوضى والنعرات”.

وهنا سنعرض اهم الجرائم التي مارستها الامارات خلال السنوات الماضية.

الاعتقالات

لعبت الامارات دوراً رئيسياً في إخفاء مئات المعتقلين واخفائهم قسريًا في سجونها المستحدثة في عدن بدون أي مصوغ قانوني أو أمر قضائي يؤيد تلك الاعتقالات.

ولقد استغلت الامارات عضويتها في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن منذ عام 2015 لدعم الشرعية اليمنية فعمدت الى ارتكاب أبشع الانتهاكات والجرائم المتعلقة بحقوق الإنسان وجرائم التعذيب والإخفاء القسري وفقاً لما كشفته تقارير منظمات حقوقية، ومصادر مطلعة، ففي مطلع 2019 كشف موقع “الخليج أونلاين” عن وثيقة حصل عليها تتحدث عن تصفية 23 معتقلاً يمنياً داخل السجون السرية الإماراتية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.

ووفقاً لكشف اسماء تم ارفاقه برسالة وجهها المعتقلون في سجن بئر أحمد، لوزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، حينها فإن المعتقلين تم تصفيتهم في سجون “شلال وأبو اليمامة وصالح السيد ويسران جميعها (قيادات موالية للإمارات) وبئر أحمد القديم والمنصورة”.

الاغتيالات

من أهم وأخطر الملفات التي عملت عليها الإمارات كان ملف الاغتيالات، فقد رسمت الامارات مخططًا متكاملًا يستهدف شخصيات دينية وعسكرية واجتماعية، حيث بلغت الاغتيالات أكثر من 200 حادثة اغتيال منذ العام 2015.

وقدم تحقيق استقصائي لموقع “بزفيد” الامريكي -نقلته وكالة الأناضول عن مصادر أميركية- عددا من الأدلة التي توضح وقوف الإمارات وراء جرائم اغتيالات ضد عدد من القيادات اليمنية وخاصة قيادات في حزب الإصلاح اليمني نفذها فريق اغتيالات متخصص تابع لشركة أمن أميركية.

ونقل الموقع عن أبراهام غولان، القائد السابق لبرنامج الاغتيالات في فرقة المرتزقة التي استأجرتها الإمارات في اليمن، وهو متعاقد أمني مجري إسرائيلي، أن “برنامج الاغتيالات المستهدفة في اليمن جاء بتكليف من الإمارات”.

وأفاد موقع بزفيد بأن ضابطا إماراتيا قدم للمرتزقة قائمة اغتيالات بها 23 بطاقة لأعضاء في حزب الإصلاح وعلماء دين، كما أنهم حصلوا على 1.5 مليون دولار شهريا مع مكافآت خاصة عن كل عملية اغتيال ناجحة.

كانت العاصمة المؤقتة عدن مسرحا لمخطط الاغتيالات الإماراتية الذي بدأ تنفيذه العام 2015، واستهدف بدرجة أولى دعاة وخطباء مساجد ورجال دين أمثال الشيخ الراوي، والشيخ عبدالرحمن العدني، والشيخ صالح بن حليس، وقائمة طويلة من الأسماء المستهدفة.

ووفقا لمحاضر تحقيقات النيابة العامة بعدن التي سربها القيادي السابق في المقاومة الجنوبية عادل الحسني في 2018 فقد اكد الجناة، ان الشيخ الراوي كان أول رجل في قائمة التصفيات التي كانت تحوي حينها 25 شخصية وهو ما تم بالفعل برصاص مسلحين اعتبروا مجهولين حينها، وكانت تلك العملية فاتحة لسلسلة من الاغتيالات التي طالت نشطاء وسياسيين ورجال دين بارزين، قيدت حينها ضد مجهول.

صفحة من محضر النيابة العامة المسرب

بعد تسريب محاضر التحقيق وكشفها عن تورطه كتب بن بريك عدة تغريدات، لم ينف فيها صحة ما جاء في تلك المحاضر، بل كتب ما يمكن أن يفهم أنه اعتراف ضمني بمسؤوليته عن تلك الحوادث.

بن بريك قال: “عهد قطعناه سنحارب الإرهاب وسنقضي عليه – بإذن الله- حيث كان، والبداية الصحيحة من حزب الشيطان خونة الإسلام والمسلمين الإخونج، وما تفرع منه في البلاد وأفراخهم القاعدة وداعش، لن يستقيم الأمر في بلداننا العربية بالذات، ولن يستقر بوجود هذا التنظيم الخبيث؛ ولهذا لابد من العزم القوي في مواجهتهم”.

ولم تقتصر الاغتيالات على رجال الدين فقط بل كان للجانب العسكري ايضاً نصيبًا كبيرًا، فقد عمدت الإمارات الى تصفية ضباط في الأمن والجيش والمقاومة، إضافة إلى صناديق سوداء في الاستخبارات، وهي تقف خلف اغتيال اللواء عبدربه الاسرائيلي قائد محور ابين وتم الأمر في منطقة الممدارة على يد مرتزقة يتبعون شركة بلاك ووتر حسب القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني.

السجون السرية

عملت الامارات على استكمال حلقة انتهاكاتها في اليمن واستحدثت السجون السرية في مناطق سيطرة مليشيات موالية لها، مارست فيها أبشع عمليات القهر والتعذيب، حيث كشفت مصادر مطلعة وتقارير حقوقية عن مئات المخفيين قسرا خلف أسوار تلك السجون ترتكب بحقهم شتى انواع الجرائم التي ترقى لتكون جرائم حرب وابادة.

ووفقا لما كشفته التقارير الحقوقية فقد بلغت السجون التي استحدثتها اكثر من 15 سجنا موزعين بين محافظات عدن وابين ولحج وحضرموت وسقطرى فضلا عن سجون خاصة بالإمارات في قاعدة عسكرية إماراتية بجزيرة عصب الارتيرية نقلت اليها معتقلين يمنيين.

ومن أبرز السجون والمعتقلات الإماراتية في اليمن هي:

– سجن التحالف

– سجن بئر أحمد

– سجن جبل حديد

ـ سجن قرية الظلمات وهي منطقة خلف البريقة

– سجن قاعة وضاح

– سجن المنشآت – المنصورة

– سجن جزيرة العمال

– سجن معسكر طارق

– سجن معسكر الجلاء

– سجن معسكر رأس عباس

– سجن معسكر اللواء الخامس

–  سجن نقطة الرباط

– سجن بيت شلال

– سجن ملعب الوحدة – أبين

– سجن 7 أكتوبر – أبين

– سجن مطار الريان

ـ سجن سقطرى استحدثته الامارات بعد استيلائها على الجزيرة

وهذه السجون والمعتقلات يشرف عليها ضباط من القوات الإماراتية أمثال الضابط الإماراتي سعيد محمد خميس النيادي (ابو خليفة) وهو رجل محمد بن زايد الأول في اليمن ومسؤول عن كل المليشيات والسجون والاغتيالات والضابط أبو ماجد البلوشي وضابط اخر يدعى “ابو سيف الإماراتي” والذي اشرف شخصيا على تعذيب بعض السجناء حتى الموت وضباط اخرين لايسع المجال لذكرهم فيما تشارك في عملية الاشراف والتعذيب عناصر موالية للإمارات منهم القيادي في تنظيم القاعدة عبداللطيف السيد والقيادي عبدالرحمن الشنيني واخرون وجميعهم عناصر وقيادات سابقة في تنظيم القاعدة الارهابي جندتهم الإمارات لصالحها.

 

 

الكلبة شاكيرا

وتستخدم الامارات شتى أنواع التعذيب بحق المعتقلين في سجونها السرية فقد كشف ناجون من تلك السجون وجود كلبة شهيرة يطلقون عليها اسم “شاكيرا” يستخدمونها لترهيب وتعذيب المعتقلين؛ ظهرت في صورة متداولة الى جانب المدعو يسران المقطري احد أدوات التعذيب التابع للإمارات في عدن.

 

 

 

 

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق