كسرت دعوات احتكار الجنوب.. مليونية أبين بعيون اليمنيين (رصد)

28 يوليو 2020
كسرت دعوات احتكار الجنوب.. مليونية أبين بعيون اليمنيين (رصد)

لم تكن المليونية التي خرجت اليوم في محافظة أبين جنوبي اليمن حدثاً عابراً، بل كانت بحسب مراقبين “زلزالاً” مدوياً حرّكت الجمود في المشهد السياسي الراكد، وكسرت دعوات الاستفراد بالجنوب وادعاء احتكار قراره ومصيره على مختلف الأصعدة.

ويرى مراقبون أن لهذه المليونية ما بعدها، وأن أصداءها قد تعيد ترسيم المشهد السياسي برمّته، فالسيل الجارف من الجماهير الهادرة التي حملت أعلام اليمن الواحد ورفعت شعارات التأييد المطلق للحكومة الشرعية وفوّضت الائتلاف الوطني الجنوبي في انتزاع حقوق المحافظة والمحافظات الجنوبية الأخرى، أعاد التذكير بأن الجنوب ألوان وأطياف شتى، وأن الانتقالي لا يمثل إلا جزءاً ضئيلاً من هذا الكيان الغزير بالألوان السياسية والثقافية المختلفة.

ويترقب اليمنيون في الداخل أو في الخارج مشاورات الرياض ويأملون في أن يكون لهذه المليونية أثرها الحاسم في تعديل كفة الميزان، بعد أن ظهر رجحانها في الآونة الأخيرة لصالح المجلس الانتقالي، نتيجة ضغوط تمارسها إحدى دول التحالف، وتسعى من خلالها لجعل الانتقالي صاحب اليد العليا على المحافظات الجنوبية.

 

مسمار أخير في نعش الإنفصال

صحيح ان المكاسب التي حققتها التظاهرة المليونية الحاشدة في أبين عديدة وهامة، إلا أن أهم تلك المكتسبات – بحسب سياسيين – كان إسقاط دعاوى التشطير ودق مسمار أخير في نعش المشروع الإنفصالي الذي تسعى الإمارات لفرضه على اليمنيين، عبر ذراعها (المجلس الانتقالي الجنوبي) ومليشياته المسلحة.

وفي هذا الشأن يقول المحلل العسكري، عارف أبو حاتم، إن أبين كانت ولا تزال هي من تقول كلمة الفصل في بقاء الوحدة من عدمها، واليوم أبين حسمت المعركة لصالح بقاء اليمن الاتحادي ورفضت دعوات احتكار الجنوب لصالح فصيل معين.

وأضاف: ” أبين قالت نعم للوحدة.. والوحدة هي صمام أمان اليمن والخليج”.

 

 

 

من جهته قال الصحفي فتحي بن لزرق إن دعوات الإنفصال – وبلغة الأرقام – قد سقطت سقوطاً مدوياً.

وأضاف في تغريدة له: لم يعد الشمال طرفاً في مسرح الصراع حول الوحدة والانفصال في جنوب اليمن.. الواقع يقول أن الجنوبيين هم من يدافعون الآن عن الوحدة، ولذلك فإن الإنفصال مستحيل.

الائتلاف الوطني الجنوبي.. حصان طروادة

يمكن القول أن الائتلاف الوطني الجنوبي، وهو ائتلاف سياسي صاعد، حقق مكاسب جمة من خلال المليونية التي دعا لها اليوم في أبين.

وقام الائتلاف الوطني الجنوبي كحركة وطنية مقاومة لدعاوى احتكار وتمثيل الجنوب، وتم إشهاره بشكل رسمي في 28 أبريل 2019م في العاصمة المؤقتة عدن، برئاسة الشيخ أحمد بن صالح العيسي، وعضوية عدد من أبرز الشخصيات الجنوبية الوطنية.

ويسير الائتلاف بخطى ثابتة ضمن بيئة ملغومة تعربد فيها مليشيات الإمارات متكئة على الدعم العسكري والمالي الضخم من أبوظبي. وبالرغم من ذلك يحقق الائتلاف كل يوم مكسباً جديداً، لكن أعظم مكاسبه تحققت اليوم، إذ برهنت الجماهير العريضة أنه بات رقماً صعباً في الجنوب، وأن الأرض ليست حكراً على لاعب واحد.

وفي هذا الصدد يقول الناشط أن عمار الأضرعي إن جماهير الائتلاف الوطني الجنوبي في أبين توضح أنه قوة كبيرة ولديه شعبية عظيمة ويمتلك جماهير غفيرة وحاضن سياسي قوي لا يمكن تجاهله.

وأضاف: أثبت الحضور المليوني الكبير أن الشارع الجنوبي مع الشرعية وأنه ضد الانتقالي ومشاريع التقسيم.

سقوط “احتكار الجنوب”

وبحسب مراقبين، فقد أسقطت مليونية أبين ادعاءات احتكار الجنوب لصالح فصيل سياسي بعينه،  إذ أظهرت التظاهرة حجم التأييد الواسع التي تحظى به أطراف أخرى لها توجهات مغايرة.

وفي هذا الشأن يقول الصحفي أحمد الصباحي إن الفعالية الكبيرة التي نظمها الإئتلاف الوطني الجنوبي في مديرية لودر بمحافظة أبين تؤكد بعدم أحقية أي طرف تمثيله للمحافظات الجنوبية”.

وأضاف: “مثلما يستطيع المجلس الانتقالي حشد مظاهرات غيره يستطيع مع فارق أن الانتقالي يقاوم أي أصوات معارضة في مناطقه بقوة السلاح”.

 

 

 

من جهته قال الصحفي شفيع العبد إن أبين قالت كلمتها في وجه أكذوبة التفويض الزائف وأكدت حقيقة تنوع الجنوب سياسيا واجتماعيا وجغرافيا ايضا.

 

 

ويرى فتحي بن لزرق أنه لا انفصال لجنوب اليمن إلا متى ما رمت محافظة أبين بثقلها السياسي خلف هذا الخيار. ولا بقاء للوحدة اليمنية إلا متى ما قررت ابين ان تسند هذا الخيار وتدعمه.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق