قصة الإمارات ومرتزقتها باليمن: لنا الثروات والسواحل ولكم أعلام الجنوب (تقرير خاص)

26 يوليو 2020
قصة الإمارات ومرتزقتها باليمن: لنا الثروات والسواحل ولكم أعلام الجنوب (تقرير خاص)

مر عام على وقوع العاصمة المؤقتة عدن تحت السيطرة المطلقة لقوات المجلس الإنتقالي المسيّر إماراتياً، وإلى جانبها عدد من المحافظات اليمنية الجنوبية، فيما عرف حينها بأحداث انقلاب أغسطس.

وأفضى الانقلاب الذي موّلته الإمارات ونفذه مرتزقة الإنفصال إلى إخراج السلطة الشرعية من عدن والصالع ولحج وأجزاء من أبين بشكل كامل، وعلى إثره توقفت كافة الأنشطة الخدمية والتنموية للشرعية في هذه المدن.

ودخلت مليشيات الإنتقالي عدن بمزاعم ولافتات محاربة الفساد وأن عهداً جديداً من الرخاء سينعم به أبناء المدينة، وأن المدينة ستحظى برعاية خاصة من الإمارات تنتشلها من واقعها المزري، وتعيد لها مكانتها المرموقة، لكن تلك المزاعم تبخرت منذ اللحظة الأولى لبسط الانتقالي سلطة القهر والأمر الواقع، وبدا أن النعيم المزعوم لم يكن إلا وعوداً جوفاء أطلقتها عصابات تمتهن السلب والقتل، فيما شرعت الإمارات بتعميق نفوذها على الأرض متجاهلة المطالب الشعبية بتحمّل المسئولية الأخلاقية تجاه مواطنين أصبحوا تحت سلطتها المطلقة.

واقع مرير

يعيش اليمنيون بشكل عام أوضاعاً صعبة، لكن أبناء عدن والمحافظات الواقعة تحت سلطة الإمارات ومرتزقتها يعايشون أسوأ أيامهم وأشدها صعوبة ومرارة، على كافة المستويات، فالخدمات شبه متعطلة وسلطات المجلس الانتقالي تسيّر المدينة بمنطق العصابة التي تستيقظ كل يوم لتبحث عن غنيمة جديدة، أو لتبطش بشعب بدأ يتململ جراء التدهور المخيف الذي تعيشه عدن.

وبينما كان أنصار الإتفصاليين يروجون إلى منحة نفطية إماراتية ستكفي عدن وأهلها وستخفف عنهم لهيب الصيف الساخن، كانت المدينة تغرق كل يوم في الظلام الدامس.

وبات من المعتاد رؤية المواطنين وهم مرميون على جوانب الطرقات في العراء وبملابسهم الداخلية هرباً من بيوتهم التي أصبحت كالجحيم جراء الحرارة المرتفعة بسبب انطفاءات الكهرباء لساعات طويلة، تمتد أحياناً إلى أيام وأسابيع.

وجاءت جائحة كورونا لتقصم ظهر البعير المنهك، إذ  فتك الوباء بالمئات من أبناء المدينة وباتت وفياتها هي الأعلى على مستوى الجمهورية. وتوزى ذلك مع تعمّق الأزمة الاقتصادية وبلوغ الذين يعانون من المجاعة نسبة غير مسبوق.

حدث كل ذلك تحت مرأى ومسمع من سلطات الأمر الواقع التي تدين بالولاء المطلق لأبو ظبي، ولم تقدم تلك السلطات أي شيء للمدينة ولم تساهم في التخفيف عن أوجاع أبنائها، فيما ظلت الإمارات غير معنية بالشأن الإنساني الذي غدا مأساوياً.

الشرعية المفقودة

مرت الأيام وأدرك المواطنون في عدن أنهم تعرضوا لخديعة وأن وعود التنمية والإزدهار والخير الوفير الذي ساقته المليشيات الإنفصالية والإمارات تبخرت وتلاشت وأصبحت سراباً.

وعلى الرغم من هذا الواقع الجديد على الأرض، حاول العدنيون الصمود، إلا أن أحداث الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي أغرقت المدينة في إبريل الماضي، كشفت عورة الإماراتي والإنتقالي بشكل غير مسبوق، إذ لم يبادر أي طرف على التخفيف من الخسائر التي مني بها السكان، أو المبادرة بإصلاح الضرر الكبير الذي طال البنية التحتية.

وعلى غير المتوقع، خرج حينها نائب رئيس المجلس الانتقالي، هاني بن بريك، مطالباً الحكومة الشرعية بالقيام بدورها في إغاثة الناس، وهي دعوة لاقت استهجانا وسخرية شعبية واسعة.

وبحسب تقرير لمعهد الشرق الأوسط، وهو مركز بحثي أمريكي، فإن هذه الدعوات كانت مستغربة بشكل كبير في الشارع المحلي. وقال في إحدى الفقرات ساخراً: “الإمارات والانتقالي أخرجا الحكومة الشرعية من عدن ولم يسمحا لها بتقديم الخدمات للناس، ولم يقم أي منهم بتعويض الدور التي كانت تقوم به الشرعية.. هذا أمر غير مقبول”.

أين اختفت الإمارات؟

ودفعت الأزمات المتلاحقة التي عاشتها عدن والتي لا تزال مستمرة إلى اليوم العديد من المراقبين إلى التساؤل عن سبب اختفاء الإمارات وغياب أي دور لها فيما يخص الجانب الخدماتي في المدينة، وعلى وجه الخصوص قطاع الطاقة الذي يوشك على الإنهيار.

وفي هذا الصدد يقول أحمد ماهر، وهو مواطن من عدن إن الإمارات لا تهتم لحال المدينة ولا حال أبنائها، وكل ما تريده هو الثروة والسيادة على هذه المنطقة الجغرافية الحساسة، ” ولو تطلب الأمر منها أن تلقي الجميع في الجحيم” بحسب قوله.

وأضاف: “أكلونا لحم ورمونا عظم.. امتنعوا أن يقدموا للمدينة أي معونة نفطية في ظل ما تعانيه من أزمة خانقة هم السبب فيها. خلقوا لنا مأساتنا الخاصة وسرقونا ثم ذهبوا ليتقاسموا الغنيمة”.

واختار الشاب ماجد، من أبناء عدن، أن يشن جام غضبه على الانتقالي والذي وصفهم بأنهم “أرخص مرتزقة في العالم”.

وقال ماجد: “كل الدول تعامل مرتزقتها باحترام وتعطيهم المزايا والأعطيات وتحاول أن تدعمهم بأي شكل من الأشكال للنهوض بالمدن التي يسيطرون عليها من أجل أن تجمّل هؤلاء المرتزقة في أعين الناس، إلا مرتزقة الإمارات في اليمن مهمتهم يسيطروا على الأرض ويطردوا الشرعية وهي تجي تأخذ الأخضر واليابس”.

وتابع” تخيل حتى الكمامات والله ما تبرعت أبوظبي لمرتزقتها حتى بكمامة واحدة في ظل أزمة كورونا.. هل شفت أرخص من هكذا مرتزقة؟!!!!”.

وتابع قائلاً: “شلة المهافيف أصحاب عيدروس وهاني لهم الرنج والأعلام والإمارات لها الأرض والساحل والنفط والثروة والهواء والماء.. هذا باختصار واقع المعاناة في عدن”.

 

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق