آفاق الرد على تصعيد المجلس الإنتقالي في عدن (تقرير)

30 أبريل 2020
آفاق الرد على تصعيد المجلس الإنتقالي في عدن (تقرير)

أثار ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً لغطاً واسعاً على مستوى الداخل والخارج، بعد إعلانه الحكم الذاتي للمحافظات الجنوبية المحررة والانقلاب على الحكومة الشرعية واتفاق الرياض الذي وقعه معها قبل أشهر.

 

وعلى الرغم من أن المجلس يسيطر فعلياً على العاصمة المؤقتة عدن منذ أغسطس الماضي، إلا أنه يعد فصيل ضئيل ضمن طيف واسع من المكونات والفصائل اليمنية الجنوبية، والتي أعلنت تباعاً رفضها لإجراءات المجلس العسكرية وأكدت وقوفها الثابت والمستمر في صف الحكومة الشرعية.

 

وأصدرت السلطة المحلية في كل من المهرة وحضرموت وسقطرى وأبين وشبوة بيانات نددت ببيان الانتقالي واعتربته انقلاباً على الشرعية واتفاق الرياض.

 

من جهته دعا البرلمان اليمني، الأحد، رئيس البلاد عبد ربه منصور هادي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وصارمة لوقف “عبث” المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.

 

وأكد البرلمان في بيان رفضه لأي خطوات “تتعارض مع مخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية واتفاق الرياض”.

 

وعلى المستوى السياسي، ندد التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية بالاجراءات التصعيدية للإنفصاليين واعتبرها تمردا صريحا على الدولة وانتهاكا للدستور والقوانين وتعديا على صلاحيات رئيس الجمهورية، ونكوصا متعمدا عن اتفاق الرياض، واستمرارا للتمرد المسلح الذي أقدم عليه الإنفصاليون في شهر أغسطس من العام الماضي 2019م.

 

وندد الائتلاف الوطني الجنوبي بما وصفه بالحماقة التي أقدم عليها الانتقالي مؤكداً أنها تعدٍ صارخ على صلاحيات رئيس الجمهورية، وخدمة لمشروع الانقلاب الحوثي، ومحاولات بائسة لقمع الاحتجاجات الشعبية في العاصمة المؤقتة عدن.

 

وعلى الصعيد الخارجي رفضت المملكة العربية السعودية الخطوات التصعيدية للانتقالي ووصفتها بالمستغربة، داعية الإنفصاليين إلى التراجع فوراً عن أية خيارات تصعيدية.

 

وأدان الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الكبرى التمرد الجديد، وعبر عن أسفه حول ما تشهده عدن من تطورات خطيرة، مؤكداً بأن مغامرات الانتقالي تهدد بنسف جهود السلام.

وفي آخر ردود الفعل قال مجلس الأمن الدولي إن الإجراءات التصعيدية للإنفصاليين تفشل جهود المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، الرامية للتوصل إلى تهدئة.

* الاكتفاء ببيانات الدعم للشرعية “انتحار”

وحول آفاق ومسارات الرد التي يمكن أن تسلكها الحكومة الشرعية في ظل المستجدات الخطيرة على الأرض، يقول الصحفي محمد الأحمدي إن على الشرعية أن لا تركن إلى بيانات التأييد الواسع لها والرافضة للإجراءات الإنقلابية للإنفصاليين – على المستوى المحلي والدولي – وأنها معنية بالتحرك على الأرض من جديد.

 

وقال في تصريحات لعدن نيوز إن الخيارات التي بيد الشرعية كثيرة، من بينها وقف صرف مرتبات الأجهزة العسكرية والأمنية الموالية للإنتقالي، وعلى رأسها المنطقة العسكرية الرابعة وقوات الحزام الأمني.

 

ولا تزال هذه القوات تتسلم مرتباتها بانتظام من الحكومة الشرعية، بالرغم من مشاركتها في الإطاحة بالحكومة وإخراجها من عدن قبل أشهر.

 

ويرى الناشط الصحفي عماد أمين بأن ركون الشرعية للتحالف وتقوقعها أمام التمردات عاملاً مخدراً ساعد الإنفصاليين على المراوغة والتهرب من تنفيذ اتفاق الرياض، وثم الإنسحاب من اتفاق الرياض بشكل رسمي مؤخراً.

 

ودعا الشرعية إلى أن تكون فاعلة أكثر، وأن لا تنتظر من أحد غير نفسها حسم الوضع مع الإنفصاليين في عدن.

* تفعيل الخيار العسكري

يؤمن قطاع واسع من اليمنيين بأن الطريق الأمثل للرد على التمرد الجديد بعدن هو بتفعيل الخيار العسكري ضد الإنفصاليين.

 

وقد أبدت القوات الإنفصالية في معركة أغسطس الماضي ضعفاً كبيراً أمام الجيش الوطني، والذي تمكن وفي ظرف أيام قلائل من تحرير محافظتي شبوة وأبين ووصل إلى مشارف عدن، قبل أن يتعرض لضربات جوية غادرة من الطيران الحربي الإماراتي، سقط على إثرها المئات بين قتيل وجريح.

 

وفي هذا الصدد يقول الصحفي أكرم الجلال إن الجيش الوطني المرابط في شقرة بأبين يتحرق بشغف لانطلاق ساعة الصفر لإعادة تصحيح الوضع وإنهاء التمرد بشكل كامل في عدن.

 

ودعا الجلال الحكومة الشرعية بعدم خذلان الشعب وبأن تتحلى ببعض الجرأة وإعطاء توجيهات للجيش الوطني بالقضاء على بؤرة التمرد والإرتزاق للإمارات في عدن.

 

* دفع السعودية للتحرك

ولوحظ ارتفاع منسوب الحنق والسخط في الأوساط السعودية نتيجة انسحاب الإنفصاليين من اتفاق الرياض الذي رعته المملكة.

 

ويرى سياسيون وعسكريون وقطاع واسع من السعوديين التحركات التصعيدية الأخيرة للإنفصاليين بأنها طعنة في ظهر السعودية، وبأنها تشكل تهديداً لجهود السعودية الرامية لتوحيد القوى الداخلية ضد مليشيات الحوثيين.

 

وتراشق إعلاميون وسياسيون سعوديون في منصات التواصل الإجتماعي مع قيادات الإنفصال. وأثارت تصريحات لنائب المجلس الانتقالي هاني بن بريك، وكذا لشخصيات إعلامية انفصالية سخط السعودية، حيث قلل هؤلاء من دور السعودية في تحرير عدن.

 

ودعا ناشطون يمنيون قيادات الدولة في الرياض إلى الضغط على المملكة لإفساح المجال أمامها لإخماد التمرد في عدن.

* عودة الحكومة وتغذية الحراك

ويرى الناشط الصحفي زيد الشليف إن بقاء الحكومة اليمنية في الرياض يمثل أكبر عائق أمام إخماد التمردات المتوالية ضدها.

 

وقال الناشط عماد المشرع إن على قيادات الدولة المتواجدة في الرياض أن تغادر الرياض فوراً وأن تتوجه إلى أية محافظة يمنية آمنة، كمارب أو شبوة أو المهرة.

 

ويشدد على أن عودة الحكومة من الخارج شرط أساسي لتصحيح الوضع المختل محلياً، وسيكون له الأثر الكبير في تسريع وتيرة الحسم سواءً ضد الإنفصاليين في الجنوب أو المتمردين الحوثيين في الشمال.

 

على صعيد متصل يرى الناشط علي السدح بأن استمرار الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت مؤخراً في عدن سيشكل عامل حسم كبير في المعركة ضد مرتزقة الإمارات.

 

وفي هذا الصدد قال: “لا شيء يقلق الإنفصاليين أكثر من هبة شعبية جارفة تجرفهم كما جرفت السيول الأخيرة ممتلكات أبناء عدن”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق