“السيد النهاري” وما تبقى من خطاب المؤتمر!

14 مارس 2020
“السيد النهاري” وما تبقى من خطاب المؤتمر!
يحيى الثلايا
يحيى الثلايا

بقلم - يحيى الثلايا

قبل يومين سألني صديق عن سر التغير اللافت في أداء قناة (اليمن اليوم) فرع القاهرة وعودتها لمهاجمة الشرعية والتفرغ لشتم الاصلاح والنيل والسخرية من الابطال الذين يواجهون الحوثي في جبهات مارب والجوف، بعد ان كان خطابها قد تحسن كثيرا الفترة الماضية وتعامل مع الحوثي كعدو.

لم أستطع تقديم اجابة دقيقة لاني لا اتابع التلفاز الا نادرا.

الليلة الماضية وجدت تلفاز واتجهت لمتابعة القناة.

مقابلة مهمة وحوار رئيسي أجرته القناة وكررت بثه، مع القيادي المؤتمري الهاشمي: عبدالحفيظ النهاري بصفته : نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام.

السيد النهاري يرسم على الهواء توجهات وخطاب ما تبقى من إعلام حزب المؤتمر، كان يرسم للقناة وأنصار صالح خطابا سياسيا وإعلاميا إماميا هو ذاته الذي اقنعوا به الرئيس السابق قبل ديسمبر وقدموه بلسانه حتى ساقوه إلى حتفه وحيدا.

وبما أن الصفة التي ظهر بها السيد النهاري هي “نائب رئيس الدائرة الاعلامية للمؤتمر” فمن الطبيعي أن يتبادر إلى الذهن سؤال مهم: من هو رئيس الدائرة ؟!.

رئيس الدائرة هو طارق الشامي، يشرف السيد طارق على قناة اليمن اليوم نسخة صنعاء، ويشرف نائبه النهاري على النسخة التي هربت إلى القاهرة.

المؤتمر نت، الموقع الرسمي للحزب يقول عنه مؤيدوا طارق صالح انه مخطوف من الحوثيين ويديرونه في صنعاء بواسطة طارق الشامي، لكنه لا زال حتى اليوم يتعامل مع النهاري بنفس الصفة التي ظهرت في اليمن اليوم وينشرون له مقالات وتعازي بعد انتفاضة ديسمبر كما كان حالهم قبلها.

بقيت نقطة مهمة، قد يقول قاريء ان لقب النهاري هو الذي دفعني للقول باعتباره ترسا في ماكينة ومشروع الإمامة العنصرية التي احاطت بالوطن وبصالح وأسرته.

الامر ليس كذلك، النهاري يؤمن ويفاخر بالمشروع الهاشمي ويدافع عنه، قبل ديسمبر وبعدها.

قبل مقتل صالح كان السيد النهاري يرى الحركة الحوثية سيف الخلاص ويد المعجزات التي امتدت لصالح وعليه اغتنامها والعمل معها لمحاربة اليمنيين الدواعش والعدوان الوهابي السعودي المتحالف مع اسرائيل.

وبعد تخلصهم من صالح استمر النهاري في أداء ذات المهمة بوقاحة، وبنفس اللهجة العنصرية المقززة.

في كتابات له قبل أشهر، زعم عبدالحفيظ النهاري أن “الهاشمية مشروع تنويري ديني وثقافي سلمي في المجتمع” بل يزعم أن “الهاشميين يعيشون على محبة الناس في المجتمع اليمني وفي سائر المجتمعات العربية والإسلامية وليس على قهر الناس”.

هذه كتاباته نصا وحرفا، لم يتجرأ على التصريح بها حتى محمد الحوثي ولا حتى طارق الشامي ذاته!

لذر الرماد على العيون، قد يصف النهاري الحركة الحوثية احيانا أنها “حركة مسلحة ذات مرجعية وأجندة خارجية (إيرانية) تعتمد القوة والعنف”.
لكنه يعود صراحة للدفاع عن ما يسميه “تطلعات الهاشميين في اليمن والجزيرة العربية”، ويبرر للاندفاع الهاشمي للقتال خلف الحوثي بقوله أنهم “مدافعون عن أنفسهم ووجودهم بفعل خطاب الكراهية الموجه إليهم من غلاة السلفية والطائفية، في اليمن والإقليم”!!.

دفع الرئيس السابق صالح ثمنا باهظا باحتواء ثعابين وعقارب الإمامة في محيطه، فهل يعتقد العميد طارق صالح وأبناء عمه علي ان بإمكانهم النجاة من هذه الافاعي والثعابين التي عادت تحاصرهم مرة اخرى وتتكلم بلسانهم وتصنع بينهم وبين اليمنيين العداوات والفتن؟!
يحيى الثلايا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق