الجيش الوطني ينتصر في الجوف… لا حقيقة غير ذلك

1 مارس 2020
الجيش الوطني ينتصر في الجوف… لا حقيقة غير ذلك
محمد الحذيفي
محمد الحذيفي

بقلم - محمد الحذيفي

سقوط منطقة، او اخرى ، وتراجع الجيش الوطني في جبهة ، او اخرى ، ليس مقياس للهزيمة ، أو النصر ، وليس مؤشر على انتهاء المعركة ، بل على العكس ، قد يكون ذلك بداية لمرحلة جديدة من الإنتصارات ، لمن يحملون مشروع كبير بحجم الوطن.

مخاضات الحروب ، وطبيعتها يحدث فيها كر وفر ، تقدم هنا ، وتراجع هناك ، انسحاب من جبهة ، وثبات في أخرى بناء على تقديرات قادة المعركة في الميدان ، وحساباتهم العسكرية ، وتأريخ الحروب ، والمعارك قديما ، وحديثا مليئا بالشواهد والدلائل ، والأحداث العسكرية التي حولت موازين المعارك من الهزيمة الى الإنتصار ، او العكس من ذلك ، نتيجة عوامل متعددة تؤثر على سير المعارك.

من الغباء جدا ، أن نستسلم للهزيمة ، او نخصع عقولنا ، ونفسياتنا لإعلام العدو ، او أولئك المنبطحين ، او من تقاطعت مصالهم مع الأعداء ، ونمنحهم نصرا لا يستحقونه ، وهم ليسوا اهلا لذلك ، ولم يحققوه أصلا.

فالمليشيا الإرهابية المتمردة التابعة للمشروع الإيراني ، لم تحقق أي انتصار ، في أي معركة ، الا بسبب وجود اختلالات ، واخطاء عسكرية هنا أو هناك ، فتتحرك على هامش هذه الإختلالات والأخطاء ، كما فعلت في محافظة الجوف ، من اجل تحقيق انتصارات ولو اعلامية.

المعارك في الجوف ، لا زالت على اشدها حدثت بعض التراجعات ، والإنسحابات لأسباب قد تكون موضوعية ، واخرى عسكرية ، وجغرافية ، لكن، ليس بتلك الصورة التي يضخمها اعلام العدو ، واصحاب الدفع المسبق ، والمعارك هناك على اطراف مدينة الحزم ، او حتى لنفترض انها وسطها ، هي عنيفة جدا رغم أني اشكك في دخول الميليشا مدينة الحزم ، نظرا لانقطاع الأنترنت على محافظة الجوف منذ شهر ، وعلى مأرب ، وحضرموت ، وبعض المناطق بسبب انقطاع كيبل الياف ضوئية في حضرموت اليوم ، كما تشير الأنباء ، وبالتالي فكل المعلومات تستقى من العدو ، ومن يخدمونه ، او يتخادمون معه ، وهذا الإعلام لا يصدقه غير المغفلين ، واصحاب المشاريع الخاصة.

ليس لدي ادنى شك في قدرات الجيش الوطني ، ولن اشكك بأي قائد من قادته ، ولا اعتبر وصول الميليشيا الى مدينة حزم الجوف ، افتراضا ، انتصار على الإطلاق ، او انها حققت المعجزة ، بل انا على ثقة كاملة ، ان الجيش الوطني ، وقادته سيقلبون المعادلة ، وميزان المعركة ، إن لم يكونون قد قلبوها فعلا ، وسيستعيدون الجوف ، ونهم ، وحجور ، وسيتقدمون في مختلف الجبهات ، إن عاجلا ، أو آجلا ، والنصر سيكون حليف اصحاب الحق ، واصحاب المشروع الوطني ، فخسارة معركة لا يعبر عن سقوط القضية.

الشعب اليمني صاحب قضية عادلة ، وسينتصر لا محالة ، فقط ، المطلوب من قيادة الشرعية ، ان تتحرك ، وتحرك كل الجبهات ، وأن تحافظ على شرعيتها القانونية ، والدستورية ، والشعبية ، بالتواجد بالميدان ، والقيام بواجباتها الأخلاقية ، والقانونية ، وتوفير الدعم الحقيقي ، والنوعي لقوات الجيش الوطني ، وسينقلب ميزان المعركة رأسا على عقب ، وسيصل الجميع العاصمة صنعاء بوقت قياسي وسيصلون صلاة النصر هناك.

لا توجد مقلات اخرى

لا توجد مقلات اخرى

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق